أفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، الأحد 25 ماي 2025، أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تسعى إلى التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة بحلول نهاية شهر جوان المقبل، لتأمين استثمارات أمريكية كبرى في قطاع المعادن الحيوية، في خطوة تهدف إلى تقليل اعتماد البلاد على الصين وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الغرب.
وحسب مصادر دبلوماسية وسياسية نقلت عنها الصحيفة، فإن مسؤولين كونغوليين أبدوا تفاؤلهم بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي مع واشنطن خلال الأسابيع القليلة القادمة، يضمن للولايات المتحدة الوصول إلى ثروات الكونغو من المعادن الإستراتيجية، وعلى رأسها الكوبالت، الليثيوم والكولتان، التي تُعد أساسية في الصناعات التكنولوجية والتحول الطاقوي العالمي.
وتشير التقارير إلى أن المفاوضات بين الطرفين تشمل إلى جانب الاستثمار في القطاع المنجمي، التزامًا أمريكيًا بالمساعدة في إنهاء النزاع المسلح شرقي البلاد، حيث تسيطر جماعات متمردة مدعومة من رواندا على مناطق استراتيجية مثل مدينتي غوما وبوكافو. ويربط الجانب الكونغولي توقيع الاتفاق بضمانات بانسحاب هذه الجماعات واحترام سيادة الدولة على كامل ترابها.
ويأتي هذا المسعى في إطار سياسة واشنطن الرامية إلى كسر هيمنة الصين على سوق المعادن الحيوية في أفريقيا، من خلال تعزيز حضورها الاستثماري والدبلوماسي في الدول الغنية بالموارد الطبيعية، وخصوصًا تلك التي تشهد تحولات سياسية وأمنية مثل الكونغو الديمقراطية.
ومن المرتقب أن يتضمن الاتفاق الأمريكي-الكونغولي جوانب متعلقة بتطوير البنية التحتية، وتحديث قطاع التعدين، وتعزيز الشفافية، فضلاً عن خلق فرص عمل محلية وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المعدنية في إطار شراكة “رابح-رابح”.
ويُعد هذا التحرك خطوة استراتيجية ضمن مساعي الكونغو لإعادة رسم خريطتها الاقتصادية والسيادية، وفتح المجال أمام تنويع شركائها الدوليين في ملف طالما ارتبط بصراعات النفوذ والاستغلال الخارجي.