سوناطراك وسينوبك… شراكة لتعزيز أمن الجزائر الطاقوي

الحدث

يُنتظر أن يُسهم العقد الجديد الموقع بين مجمع سوناطراك وشركة “سينوبك” الصينية في فتح آفاق اقتصادية واعدة بمجال استكشاف وتطوير موارد الغاز الطبيعي، لاسيما في منطقة حوض غورارة-تيميمون جنوب غرب الجزائر. ويقع في هذه المنطقة حقل “قرن القصة 2” (GEG)، الذي يُعتقد أنه يحتوي على احتياطات ضخمة من الغاز التقليدي وغير التقليدي، ما يعكس الرغبة الجزائرية في تعزيز أمنها الطاقوي وتنويع صادراتها.

وبحسب وكالة “رويترز”، يمتد الحقل على مساحة تفوق 36 ألف كيلومتر مربع، وهو ما يجعله واحدًا من أكبر المناطق الممنوحة للاستكشاف خلال السنوات الأخيرة. هذا الامتداد الجغرافي الكبير ينسجم مع تطلعات الجزائر لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز، خاصة من الأسواق الأوروبية والآسيوية التي تسعى إلى تأمين بدائل طاقوية موثوقة.

وتُعوّل الجزائر في هذا المشروع على الخبرة الطويلة لشركة “سينوبك” الصينية، التي تُعد من الشركات الرائدة عالميًا في مجال استغلال الموارد غير التقليدية، وعلى رأسها الغاز الصخري. وتُشرف “سينوبك” حاليًا على أكبر مشروع للغاز الصخري في الصين، وهو حقل “فولينغ”، ما يمنحها الأفضلية في نقل هذه الخبرات إلى الساحة الجزائرية. وقبل التوقيع على العقد، أجرت الشركة الصينية دراسات ميدانية وتقنية معمقة، مستفيدة من إمكاناتها التقنية واللوجستية الكبيرة.

ويتوقع أن يُسهم المشروع، فور دخوله مرحلة التطوير والإنتاج، في رفع قدرة الجزائر على إنتاج الغاز، وما يرافق ذلك من فرص استثمار إضافية، وتطوير للبنى التحتية، ونقل للتكنولوجيا، واستحداث مناصب شغل جديدة في المناطق الجنوبية، مما يعزز البُعد التنموي للمشروع.

ويأتي هذا العقد في إطار التعاون الاستراتيجي المتزايد بين الجزائر والصين، حيث شهدت العلاقات بين البلدين توقيع عدد من الاتفاقيات الطاقوية خلال الأشهر الماضية، من بينها اتفاق بقيمة 850 مليون دولار لتطوير حقل “حاسي بركين شمال”، ومنح شركة “ZPEC” الصينية امتياز تطوير حقل “زرافة 2”. وتؤكد هذه المشاريع المتتالية مكانة الجزائر كوجهة جاذبة للاستثمار في مجال الطاقة، وتنسجم مع استراتيجية الدولة لتنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز الاستقلالية الطاقوية على المدى البعيد.