نتائج ميدانية تكشف ثروة ليثيوم مهمة في الجنوب الجزائري

طاقة ومناجم

كشفت نتائج عمليات الاستكشاف المنجمي في ولايتي تمنراست وعين قزام، التي أُنجزت مؤخرًا، عن مؤشرات قوية تؤكد وجود احتياطات معتبرة من معدن الليثيوم، إلى جانب معادن نادرة أخرى ذات قيمة اقتصادية عالية. وتعد هذه المؤشرات خطوة مهمة في مسار الجزائر نحو دخول سوق المعادن الاستراتيجية، وفي مقدمتها الليثيوم الذي يشكل أساس الصناعات الحديثة في مجال البطاريات والسيارات الكهربائية.

وجرت هذه الأعمال بالشراكة بين وزارة الطاقة والمناجم والمجموعة الصينية المتخصصة “غانفانغ ليثيوم”، وبمساهمة فرق ميدانية من الديوان الوطني للبحث الجيولوجي والمنجمي ووكالة النشاطات المنجمية. وشملت العملية أخذ عينات ودراسات جيولوجية موسعة في مواقع مختلفة، أظهرت تركيزات واعدة من الليثيوم في التكوينات الصخرية والمسطحات المالحة بالمنطقة.

ويُصنف الليثيوم عالميًا كـ”المعدن الأبيض” المرتبط بثورة الطاقة النظيفة، نظرًا لدوره المحوري في صناعة البطاريات القابلة لإعادة الشحن. وتخطط الجزائر للاستفادة من هذه الثروة الطبيعية عبر تطوير سلسلة إنتاج متكاملة، تبدأ من الاستغلال المنجمي وصولًا إلى تصنيع البطاريات محليًا، بما يعزز استقلالها الصناعي ويخلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

ويرى خبراء أن مناطق الجنوب الجزائري، وعلى رأسها تمنراست وعين قزام، تملك المقومات اللازمة للتحول إلى أقطاب صناعية جديدة، بفضل مواردها الجيولوجية الغنية، وإمكانية استقطاب الاستثمارات الأجنبية، والدعم الحكومي لمشاريع التحول الطاقوي.

ومن المنتظر أن تشهد المرحلة القادمة تنفيذ دراسات جدوى تفصيلية وتوقيع اتفاقيات شراكة جديدة، تمهيدًا للانتقال من مرحلة الاستكشاف إلى مرحلة الاستغلال الفعلي، في إطار رؤية وطنية تهدف إلى وضع الجزائر في موقع متقدم على خريطة منتجي الليثيوم عالميا.