سجّل إنتاج الجزائر من النفط الخام خلال شهر جويلية الماضي ارتفاعًا للشهر الثالث على التوالي، ليبلغ 931 ألف برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، وفق التقرير الشهري الصادر عن منظمة أوبك.
ورغم هذا التحسن، ظل الإنتاج أقل قليلًا من السقف المحدد لشهر جويلية عند 936 ألف برميل يوميًا، في إطار التزامات البلاد بسياسة تحالف أوبك+ والتخلّص التدريجي من التخفيضات الطوعية.
وكانت الجزائر، إلى جانب 7 دول أخرى من أوبك+، قد شرعت منذ أبريل/نيسان 2025 في إعادة جزء من التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا إلى السوق، عبر رفع الإنتاج تدريجيًا. وتشير الخطط الحالية إلى أن سقف الزيادة سيبلغ 547 ألف برميل يوميًا بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، ما يعكس توجّهًا مدروسًا لتحقيق التوازن بين استقرار السوق وضمان عائدات نفطية أفضل.
إلى جانب ذلك، ما تزال الجزائر تطبق خفضًا طوعيًا آخر بدأ في مايو/أيار 2023، بمقدار 48 ألف برميل يوميًا، ضمن اتفاق مع 8 دول من أوبك+ لتقليص الإنتاج بإجمالي 1.65 مليون برميل يوميًا، وهو الترتيب الذي من المقرر أن يستمر حتى ديسمبر/كانون الأول 2026. هذا الالتزام المزدوج يعكس حرص الجزائر على التوفيق بين الوفاء بتعهداتها الدولية والحفاظ على موقعها كلاعب أساسي في سوق النفط العالمية.
وبحسب خطط التحالف، من المنتظر أن يرتفع إنتاج الجزائر في أغسطس/آب الجاري إلى 948 ألف برميل يوميًا، قبل أن يصل في سبتمبر/أيلول إلى 959 ألف برميل يوميًا، في إطار مواصلة التخلص التدريجي من التخفيضات الطوعية. هذه الأرقام تشير إلى عودة تدريجية إلى مستويات إنتاج أقرب لما قبل التخفيضات، مع مراعاة الظروف السوقية وتقلبات الطلب العالمي.
ويأتي هذا المسار في سياق التزام أوبك+ بسياسة خفض الإنتاج المعلنة بإجمالي مليوني برميل يوميًا حتى نهاية 2026، وهي خطوة تهدف إلى دعم استقرار الأسعار في الأسواق العالمية. وفي ظل هذه السياسة، تواصل الجزائر لعب دور متوازن يجمع بين احترام الاتفاقات الدولية وتحقيق مصالحها الاقتصادية، بما يساهم في الحفاظ على مكانتها داخل المنظمة ويعزز قدرتها على مواكبة تحولات سوق الطاقة.