برنامج المحاصيل الزيتية يعطي ثماره… انطلاق حصاد دوار الشمس في مختلف ربوع الوطن

الحدث فلاحة

تشهد عدة ولايات عبر الوطن هذه الأيام انطلاقًا رسميًا لعمليات جني محصول دوار الشمس، في إطار برنامج وطني لتطوير الزراعات الزيتية الرامي إلى تقليص فاتورة استيراد الزيوت النباتية وتعزيز الأمن الغذائي. هذا التحرك الميداني يأتي تتويجًا لجهود مشتركة بين السلطات المحلية والمؤسسات الفلاحية والمعاهد التقنية، بعد أشهر من العناية والمتابعة الدقيقة لمحاصيل الموسم الفلاحي 2024-2025، وصولًا إلى مرحلة النضج والحصاد.

في ولاية عين الدفلى، انطلقت عملية الحصاد على مستوى الوحدة الإنتاجية الفلاحية المتخصصة في المحاصيل الزيتية بجندل، حيث قام إطارات المعهد التقني للزراعات الواسعة بخميس مليانة بزيارة ميدانية خصصت لضبط آلات الحصاد بدقة، بما يضمن تقليص نسب الفقد وتحقيق أفضل مردودية. وتم التأكيد على أهمية التدخل في مرحلة النضج المتوسط، واستعمال المعدات المخصصة لجمع دوار الشمس، وضبط سرعات وآليات الدراس بما يتلاءم مع طبيعة البذور، في مشهد يعكس حرص القائمين على استغلال الإمكانات التقنية بأفضل شكل.

أما في ولاية سوق أهراس، فقد أعطى والي الولاية إشارة الانطلاق الرسمي لعملية الجني من الوحدة الفلاحية للإنتاج ببلدية تيفاش، مؤكدًا في كلمته على القيمة الاقتصادية لمحصول دوار الشمس ودوره في تزويد الصناعات التحويلية بزيوت نباتية عالية الجودة. وشهدت المناسبة حضور عدد من الفاعلين في القطاع الفلاحي، في إشارة إلى التنسيق بين مختلف الأطراف لضمان نجاح العملية وتحقيق أهداف البرنامج الوطني للمحاصيل الزيتية.

وفي ولاية البويرة، أشرف الوالي عبد الكريم لعموري، إلى جانب مسؤولي الدائرة والبلدية ومديرية المصالح الفلاحية، على إطلاق حملة الحصاد من المستثمرة الفلاحية كحلول لخضر ببلدية برج اخريص. المناسبة كانت فرصة لتقديم عرض شامل حول مؤشرات القطاع الفلاحي في الولاية، مع تسليط الضوء على المساحات المزروعة بالمحاصيل الزيتية لهذا الموسم. كما تم تنظيم معرض لعرض عينات من إنتاج دوار الشمس، وسط تأكيد رسمي على استمرار دعم الفلاحين ومرافقتهم لتوسيع المساحات المخصصة لهذه الزراعة الاستراتيجية.

وشهدت ولاية عنابة خرجة ميدانية للجنة التقنية المكلفة بالزراعات الزيتية إلى بلدية البوني، حيث تم حساب متوسط مردودية الهكتار لمحصول دوار الشمس، في خطوة تهدف إلى تقييم الأداء الميداني وتحديد مدى نجاح التجربة في هذه المنطقة. هذا العمل الميداني يعكس الاهتمام بجمع البيانات الدقيقة لقياس الأثر الفعلي للبرنامج الوطني، وتحديد سبل تحسينه في المواسم المقبلة.

ويُجمع الفاعلون في القطاع الفلاحي على أن هذه التحركات المتزامنة في ولايات مختلفة تمثل مؤشرًا إيجابيًا على نجاح برنامج تطوير المحاصيل الزيتية، حيث بدأ دوار الشمس يعطي ثماره كمحصول صناعي قادر على لعب دور محوري في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزيوت النباتية، ودعم الصناعات التحويلية، وتنويع الإنتاج الفلاحي الوطني. كما يعزز هذا التوجه الطموح مكانة الجزائر في مجال الزراعات الاستراتيجية، ويضعها على مسار أكثر استقلالية في مجال الأمن الغذائي.