يمثل معرض التجارة البينية الإفريقية الذي تحتضنه الجزائر بداية من يوم الخميس القادم محطة اقتصادية بارزة ستفتح آفاقا واسعة للتعاون بين إفريقيا ودول العالم.
هذا الحدث، الذي يجمع الآلاف من العارضين والزوار من مختلف القارات، يتجاوز كونه فضاءً للعرض والتسويق ليصبح منصة استراتيجية لإبرام اتفاقيات وشراكات استثمارية، تعكس المكانة المتصاعدة للقارة الإفريقية كلاعب رئيسي في الاقتصاد العالمي.
اختيار الجزائر لاحتضان هذه الطبعة الرابعة يؤكد الثقة في قدراتها اللوجستية والبنية التحتية، ويعزز صورتها كبوابة طبيعية نحو إفريقيا.
المعرض يُعتبر فرصة ثمينة للدول الإفريقية لتسويق منتجاتها، والتعريف بقدراتها الصناعية والفلاحية والخدماتية، وهو ما يعكس التوجه المتنامي داخل القارة نحو تنويع الاقتصادات الوطنية بعيدًا عن التبعية للمواد الأولية.
كما أن احتكاك العارضين الأفارقة بنظرائهم من مختلف دول العالم يفتح المجال أمام تبادل الخبرات وتبني ممارسات حديثة في التسيير والإنتاج والتسويق، بما يعزز القدرة التنافسية للمنتج الإفريقي.
إلى جانب البعد التجاري المباشر، يحمل المعرض أبعادا سياسية واقتصادية مهمة، فهو يترجم التزام الاتحاد الإفريقي بمشروع منطقة التجارة الحرة القارية (ZLECAF) التي تهدف إلى رفع المبادلات البينية وتعزيز الاندماج الاقتصادي.
ومن خلال المعارض والمنتديات المصاحبة، سيكون هناك نقاش موسع حول استراتيجيات التحول الرقمي، الابتكار، والتمويل، ما يجعل الحدث منصة لتحديد ملامح مستقبل التعاون الإفريقي – الإفريقي، وأيضًا الإفريقي – الدولي.
الجزائر من جهتها تراهن على أن يكون هذا المعرض فرصة لإبراز إمكانياتها الاقتصادية الضخمة ومناخها الاستثماري المتجدد، حيث تسعى لجذب المزيد من الشركاء الدوليين عبر تقديم مشاريع استراتيجية في مجالات الطاقة، الصناعة، الزراعة، والخدمات.
معرض التجارة البينية الإفريقية هو رهان استراتيجي يؤكد أن القارة الإفريقية، بقيادة دول محورية مثل الجزائر، ماضية في بناء اقتصاد متنوع ومتوازن، مفتوح على العالم، وقادر على التكيف مع التحولات الكبرى.
وبذلك، يشكل المعرض فرصة لتجسيد رؤية جديدة تجعل من إفريقيا شريكًا فاعلاً في الاقتصاد العالمي، بدل أن تبقى مجرد سوق للمواد الخام.