تقرير عالمي يضع الجزائر ضمن أفضل ثلاث وجهات استثمارية في إفريقيا

استثمار

تواصل الجزائر تعزيز موقعها في خارطة الاستثمارات الدولية، بعدما صنفها تقرير “مؤشر الجاذبية العالمي 2025” في المرتبة الثانية قارياً إلى جانب مصر، والـ78 عالمياً، برصيد 30 نقطة. ويعد هذا التصنيف، الذي أصدره مكتب الاستشارات الإيطالي “ذا يوروبين هاوس – أمبروسيتي”، مرجعاً مهماً للمستثمرين الأجانب الذين يتابعونه سنوياً لتحديد الوجهات الأكثر أماناً وجدوى لأموالهم.

التقرير الذي شمل تقييم 146 دولة تمثل 98 بالمائة من الناتج الداخلي الخام العالمي و94 بالمائة من سكان العالم، اعتمد على نحو خمسين مؤشراً أساسياً للأداء، استندت إلى بيانات مؤسسات كبرى مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقد شملت المؤشرات عناصر محورية مثل حجم تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مستوى التنمية البشرية، نصيب الفرد من الناتج، فعالية الحكومة، سيادة القانون، المساواة بين الجنسين، إضافة إلى التطور التكنولوجي والابتكار العلمي.

ووفق النتائج، جاءت موريشيوس في المرتبة الأولى إفريقيا والـ76 عالمياً بـ30.4 نقطة، بفضل أدائها الجيد في مؤشرات الانفتاح الاقتصادي وكفاءة السياسات العامة والابتكار. أما الجزائر فقد تقاسمت المرتبة الثانية مع مصر، لتكونا معاً ضمن الدول الإفريقية القليلة المصنفة في خانة “الجاذبية المتوسطة”، ما يعكس التقدم الذي حققته الجزائر في تحسين بيئة الأعمال وتعزيز مكانتها الاقتصادية.

وبالنظر إلى تفاصيل المؤشر، فإن الجزائر برزت بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي ومواردها الطبيعية الضخمة، إضافة إلى الإصلاحات التي تبنتها في مجال الاستثمار والقوانين الجديدة التي تستهدف جذب رؤوس الأموال الأجنبية. ويعتبر هذا التقدم مؤشراً واضحاً على أن السياسات الوطنية الموجهة نحو تنويع الاقتصاد بدأت تعطي ثمارها على المستوى الدولي.

إقليمياً، حل المغرب في المرتبة 85 عالمياً، يليه كل من كوت ديفوار (89)، وبوتسوانا (93)، وجنوب إفريقيا (96)، ثم السنغال (97) ورواندا (99). وبذلك، تظل الجزائر واحدة من أهم الأقطاب الاستثمارية الصاعدة في القارة، بما يعزز طموحها في أن تكون وجهة استراتيجية للمستثمرين الأجانب، خصوصاً في قطاعات الطاقة المتجددة، الزراعة، والصناعات التحويلية.

وعلى المستوى العالمي، تصدرت الولايات المتحدة التصنيف برصيد 100 نقطة، تلتها الصين بـ87.7 نقطة، ثم ألمانيا (81.4)، وسنغافورة (80.9)، واليابان (78.8). وفي وقت تتراجع فيه العديد من الاقتصادات الإفريقية إلى المراتب الدنيا بسبب ضعف الابتكار والحوكمة، يبرز موقع الجزائر الجديد كدليل على قدرتها على المنافسة وجذب الاستثمارات في بيئة عالمية شديدة التنافسية.