الجزائر تطلق أول “بورصة رقمية” لربط المستثمرين وبناء شراكات جديدة

استثمار

أطلقت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، خدمة رقمية جديدة تحمل اسم “بورصة الشراكة”، لتشكّل حلقة وصل رقمية بين المستثمرين وحاملي المشاريع، وتفتح آفاقًا أوسع لإقامة مشاريع مشتركة داخل الجزائر وخارجها، في خطوة تُجسّد التحول العميق نحو الرقمنة الشاملة لمنظومة الاستثمار الوطني.

المبادرة الجديدة، التي تُواكب الديناميكية المتسارعة التي تعرفها بيئة الأعمال في الجزائر، تعكس إرادة الدولة في جعل التكنولوجيا أداة استراتيجية لبناء شبكة تفاعلية من المستثمرين وتسهيل اللقاء بين رأس المال والفكرة.

وتُتيح “بورصة الشراكة”، المتوفرة عبر الموقع الرسمي للوكالة (www.aapi.dz)، فضاءً رقميا تفاعليًا يُمكّن المستثمرين الجزائريين والأجانب من التواصل المباشر، واستكشاف فرص الاستثمار المشترك على أرضية مؤمنة ومنظمة.

هذا الفضاء لا يكتفي بعرض المشاريع الجاهزة، بل يسمح كذلك بنشر عروض شراكة مفتوحة أمام المستثمرين الراغبين في إيجاد شركاء لإنجاز مشاريعهم، أو لأولئك الذين يبحثون عن مبادرات قائمة للانخراط فيها.

وبفضل هذه المنصة، أصبح بإمكان المستثمر أن يقدّم فكرته، يحدّد احتياجاته وتطلعاته، ويتفاعل مع شركاء محتملين بطريقة شفافة وسريعة، في بيئة رقمية تجمع بين الدقة والموثوقية.

ولا تقتصر أهمية “بورصة الشراكة” على كونها أداة تقنية، بل تتجاوز ذلك لتصبح محركًا عمليًا لجذب الاستثمارات وتحويل الأفكار إلى مشاريع حقيقية، إذ تتولى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار دور الوسيط الفعّال الذي يُقارب بين الأطراف، ويضمن مصداقية المشاريع وتكامل المصالح.

كما تمنح هذه البورصة الحديثة نظرة حيّة وشاملة عن خريطة الاستثمار في الجزائر، من خلال جمع بيانات آنية حول توجهات السوق، ونوعية المشاريع الواعدة، والقطاعات الأكثر جاذبية للنمو.

وتأتي هذه الخطوة ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى رقمنة سلسلة القيمة الاستثمارية من بدايتها إلى نهايتها، بما يعزّز الشفافية ويقلّص من الإجراءات التقليدية التي كانت تُعيق التواصل الفعّال بين الفاعلين الاقتصاديين. فـ”بورصة الشراكة” لا تمثل مجرد منصة إلكترونية، بل بوابة استراتيجية تُعبّر عن مرحلة جديدة في مسار تحديث الإدارة الاقتصادية، حيث تتحول الرقمنة إلى لغة جامعة بين المستثمرين المحليين والدوليين.

وبإطلاق هذه الخدمة، تؤكد الجزائر أنها تسير بخُطا واثقة نحو اقتصاد رقمي تنافسي، يستجيب لمتطلبات السوق ويعتمد على أدوات تفاعلية تُعيد تشكيل بيئة الاستثمار وفق منطق الشراكة الذكية.