كشفت دراسات دولية حديثة عن امتلاك الجزائر ثالث أكبر احتياطي في العالم من الغاز غير التقليدي، يُقدّر بنحو 700 ألف مليار متر مكعب.
هذا الرقم الضخم لا يعكس ثراء الجزائر الطاقوي، ويرسم ملامح مرحلة جديدة من التحول في سياساتها الإنتاجية، حيث تراهن الحكومة على تنويع مصادرها وتعزيز موقعها كمزوّد استراتيجي للطاقة في العالم.
ويؤكد مسؤولون بقطاع الطاقة أنّ هذه الثروة تمثل “رصيدًا استراتيجيًا” يمكن أن يغير موازين السوق الوطنية، خاصة وأن جزءًا كبيرًا منها قابل للاستغلال تقنيًا بفضل التطورات التكنولوجية في مجالات الحفر والمعالجة.
ومع تزايد الطلب العالمي على الغاز، تسعى الجزائر إلى تحويل هذا المورد من مجرد احتياطي غير مستغل إلى ركيزة جديدة لدعم صادراتها وتعزيز قدراتها الإنتاجية في المدى المتوسط والبعيد.
في هذا السياق، تعمل كل من سوناطراك ووكالة تثمين موارد المحروقات “إل نفط” على دراسة أفضل السبل لتفعيل مشاريع الاستغلال ضمن خطة شاملة تهدف إلى تطوير الحقول المنتجة ورفع العائدات دون الإخلال بالتوازنات البيئية.
وقد شهد العام الجاري توقيع أكثر من ثمانية عقود مع كبرى الشركات الدولية، ما مكّن من استرجاع احتياطات تفوق 400 مليار متر مكعب من الغاز، في خطوة تؤشر إلى استعداد الجزائر لولوج سوق الغاز غير التقليدي بثقة واقتدار.
وبينما تتحضر الوكالة لإطلاق جولة عروض دولية جديدة عام 2025، يتوقع خبراء أن يشكل الغاز غير التقليدي ورقة رابحة في السياسة الطاقوية الجزائرية، خاصة مع تزايد التوجه العالمي نحو مصادر طاقة بديلة ومستدامة.