بدأ عملاق التكنولوجيا الدنماركي «ويلتيك» يخطو أولى خطواته في إفريقيا من الجزائر، معلنًا عن إطلاق مشروعٍ صناعي هو الأول من نوعه في القارة، يهدف إلى إنشاء منظومة متكاملة تشمل التصميم والهندسة والتصنيع والدعم التقني المحلي.
اختيار الجزائر يعكس المكانة المتنامية للبلاد كمركزٍ صناعي وتكنولوجي في المشهد الطاقوي الإفريقي.
تسعى الشركة، المتخصصة في التكنولوجيا والحلول الروبوتية الموجهة لصناعة الطاقة، إلى تقريب خبرتها العالمية من خصوصيات السوق الجزائرية والإفريقية، من خلال مشروع يهدف إلى تعزيز السيادة الصناعية وتطوير الكفاءات الوطنية والمساهمة في بناء طاقةٍ أكثر نظافة واستدامة.
وقال علي جدودي، مدير فرع الشركة في شمال إفريقيا، إن هذا المشروع يمثل “منعطفًا استراتيجيًا” يقرب الابتكار من أولويات الجزائر في مجال الطاقة، وينقل الخبرات العالمية إلى أرض الواقع لتمكين بروز صناعة محلية أكثر مرونة واستدامة.
وباختيارها الجزائر كأول قاعدة إنتاجٍ لها في إفريقيا، تؤكد «ويلتيك» رغبتها في إدماج البلاد في شبكتها الصناعية العالمية، إلى جانب مواقعها في الدنمارك والبرازيل والمملكة العربية السعودية، على غرار تجربتها الناجحة في منطقة الخليج ضمن برامج “رؤية 2030” و“اكتيفا” التي تهدف إلى تطوير القدرات المحلية في الإنتاج والتكوين.
تخطط الشركة لتحويل موقعها في الجزائر إلى منصة تصديرٍ إقليمية تدمج أعلى المعايير الصناعية والبيئية، قادرة على تلبية احتياجات السوق الوطنية وخدمة الأسواق الإفريقية المجاورة.
هذا التوجه ينسجم تمامًا مع أولويات الجزائر في مجال تعزيز السيادة الطاقوية ونقل المهارات وبناء شراكاتٍ مستدامة.
كما تعتزم الشركة إنشاء منظومة تعاون تجمع بين الجامعات والمؤسسات العمومية والخاصة لدعم الابتكار والبحث التطبيقي في تكنولوجيات الطاقة، مع التركيز على تكوين مهندسين وتقنيين جزائريين في مجالات متقدمة.
وتؤكد الشركة أن المشروع يندرج أيضًا في إطار التزامها البيئي، من خلال إنتاج أدوات تكنولوجية تحد من تسربات الميثان وتعزز سلامة الآبار النفطية، بما يسهم في تقليص الأثر البيئي وتعزيز الأمن الطاقوي.
وتأسست «ويلتيك» سنة 1994 في الدنمارك، لتتحول خلال ثلاثة عقود إلى أحد أبرز الفاعلين العالميين في الحلول الروبوتية وأنظمة الإكمال الخاصة بآبار النفط والغاز، مع حضور قوي في عدة قارات ومكانة راسخة في مجالات الابتكار الصناعي.
ومن خلال توسيع نشاطها نحو الجزائر، تبعث الشركة رسالة واضحة: أن البلاد أصبحت فاعلًا رئيسيًا في الخريطة الجديدة للطاقة والتكنولوجيا في إفريقيا.