مشروع صناعي كبير مع دولة عربية يمهد لصناعة أليات ثقيلة في الجزائر

أوتو

تتجه الجزائر بخطى ثابتة نحو مرحلة جديدة من التصنيع المحلي المتخصص، وهذه المرة في مجالٍ حيوي يرتبط مباشرة بحماية الأرواح والممتلكات: صناعة شاحنات الإطفاء والمركبات الخدماتية الثقيلة.

وفي لقاء جمع وزير الصناعة، يحيى بشير، بسفير سلطنة عمان في الجزائر سيف بن ناصر البداعي، والرئيس التنفيذي لشركة “كروة”، الدكتور إبراهيم علي البلوشي، جرى بحث سبل إقامة شراكة صناعية جزائرية–عُمانية تعزز هذا التوجه وتحوّله إلى واقع ملموس.

الاجتماع، الذي احتضنته وزارة الصناعة، لم يكن بروتوكولياً بقدر ما كان عملياً، إذ ناقش الطرفان آفاق التعاون في صناعة الحافلات وشاحنات الإطفاء والمركبات الثقيلة، ضمن مقاربة شراكة تقوم على قاعدة “رابح–رابح”.

وجاء اللقاء امتداداً للرؤية المشتركة بين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وجلالة السلطان هيثم بن طارق، اللذين يضعان التعاون الصناعي بين البلدين في صلب العلاقات الثنائية المتقدمة.

وزير الصناعة عبّر عن ترحيب الجزائر بالمشروع المقترح، مؤكداً أن بلاده لم تعد تكتفي بجذب الاستثمارات فحسب، بل تسعى إلى توطين الصناعة الحقيقية ونقل التكنولوجيا إلى أرضها.

وأكد الوزير استعداد وزارته لتوفير كل الظروف المواتية ومرافقة الشريك العُماني في مختلف مراحل المشروع، بما يضمن نجاح التجربة وتحقيق نسب إدماج مرتفعة.

من جانبه، قدّم الرئيس التنفيذي لشركة “كروة” عرضاً شاملاً حول القدرات الصناعية والتكنولوجية التي تمتلكها مؤسسته، مشيراً إلى أن الشركة تصدّر منتجاتها إلى عدة أسواق عالمية بفضل التزامها بالمعايير الدولية للجودة والسلامة.

وأبدى استعداد الشركة لنقل خبرتها الصناعية إلى الجزائر، بما يشمل إنتاج شاحنات الإطفاء والمركبات المتخصصة وفق أحدث التقنيات.

وفي بادرة تؤكد جدية التعاون، وجّه الجانب العُماني دعوة رسمية للوزير الجزائري لزيارة مصانع الشركة في سلطنة عمان، للاطلاع عن قرب على خطوط الإنتاج والتجهيزات الصناعية الحديثة، تمهيداً لتجسيد مشروع مماثل في الجزائر.

ويُعد هذا اللقاء خطوة عملية لترسيخ شراكة صناعية استراتيجية بين الجزائر وسلطنة عمان، تقوم على نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات وتطوير الصناعة المحلية، مع تركيز خاص على المركبات الموجهة للخدمات العمومية، وعلى رأسها شاحنات الإطفاء التي يُرتقب أن تُصنع جزائرياً خلال المرحلة المقبلة، لتصبح رمزاً جديداً للسيادة الصناعية الجزائرية والتعاون العربي المتكامل.