عادت المبادلات التجارية بين الجزائر وميناء فالنسيا الإسباني إلى الارتفاع بقوة خلال عام 2025، مسترجعة في بضعة أشهر فقط المستويات التي كانت قد فُقدت خلال فترة التوتر الدبلوماسي بين الجزائر ومدريد بين عامي 2022 و2024، وفق ما كشفته صحيفة El Mercantil Valenciano.
وتشير بيانات هيئة ميناء فالنسيا إلى قفزة كبيرة في حركة البضائع مع الجزائر، حيث ارتفع حجم الشحنات بنسبة 23.11% من حيث الوزن، وبنحو 35% من حيث عدد الحاويات، ما أعاد الجزائر إلى موقع متقدم بين أهم شركاء الميناء.
وسجلت المبادلات نمواً غير مسبوق، إذ انتقلت الكميات المتبادلة من 266 ألف طن في يناير 2025 إلى 662 ألف طن في فبراير، قبل أن تتجاوز حاجز مليوني طن في مايو، وتبلغ 3.6 ملايين طن في سبتمبر.
وشهد عدد الحاويات مساراً تصاعدياً مماثلاً، بعدما ارتفع من 18 ألف حاوية في يناير إلى أكثر من 240 ألفاً بعد تسعة أشهر فقط، ما يعكس عودة قوية للتبادلات البحرية بين الجانبين.
وبحسب الأرقام المحدثة، أصبحت الجزائر تحتل المرتبة الخامسة في حجم المبادلات بالطن مع ميناء فالنسيا، وتقدمت إلى المرتبة الثالثة من حيث عدد الحاويات، ولا يتفوّق عليها سوى الصين والولايات المتحدة، أي أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
ويعكس هذا التصنيف المكانة المتنامية للسوق الجزائرية ونوعية السلع التي تعبر نحوها، خاصة مع الارتفاع اللافت في نقل المنتجات الفلاحية والغذائية، إلى جانب المعدات والآلات وقطع الغيار، فضلاً عن المنتجات الكيميائية، إضافة إلى الحركة المعتادة المرتبطة بالغاز الطبيعي.
وتُظهر هذه المؤشرات عودة قوية للتجارة الجزائرية – الإسبانية عبر بوابة فالنسيا، ما يعكس ديناميكية جديدة في المبادلات البحرية ويؤكد الدور المتصاعد للسوق الجزائرية كمحور تجاري إقليمي في البحر الأبيض المتوسط.



