تتجه العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإيطاليا نحو فتح مجال جديد للتعاون الصناعي، وهذه المرة في قطاع الحليب المجفف، بعد الزيارة التي قام بها السفير الجزائري في روما، محمد خليفي، إلى مصنع شركة “إينالبي” بمدينة موريتا بمحافظة كونيو شمال إيطاليا، والمتخصصة في هذا المجال، حيث تم الاتفاق على برمجة زيارة لوفد من المصنع إلى الجزائر شهر ديسمبر المقبل.
وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن اللقاء لم يكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل خطوة عملية لاستكشاف فرص شراكة جديدة، خصوصاً مع مكانة الجزائر كأحد أكبر مستوردي الحليب المجفف في العالم.
ورافق السفير في هذه الزيارة يوسف عبو، الممثل المعيّن من قبل الحكومة الجزائرية لمتابعة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث استقبل الوفد من قبل رئيس الشركة أمبروجو إنفيرنيتسي ومسؤولي الإدارة والتسويق وعدد من البرلمانيين والمسؤولين المحليين.
وشملت الجولة مختلف وحدات الإنتاج ومركز الأبحاث والتطوير “إن لاب سولوشنز”، أين قدم مسؤولو الشركة عرضاً حول تجربتها منذ إطلاق أول مصنع للحليب المجفف في إيطاليا سنة 2010.
وأكدت مصادر من داخل “إينالبي” أن المحادثات تطرقت لإمكانيات إقامة مشروع تعاون صناعي مع الجزائر، مع تبادل الخبرات التقنية في المجال، على أن تُبحث الصيغ الممكنة خلال زيارة الوفد المرتقبة إلى الجزائر في ديسمبر.
وتركزت الزيارة أيضاً على الجوانب البيئية، حيث عرض مسؤولو الشركة مشاريعهم في معالجة المياه المستعملة وإعادة تدويرها، وهو ما لقي اهتماماً من الجانب الجزائري في إطار توجه الحكومة نحو الصناعة النظيفة وترشيد استخدام الموارد.
من جهته، عبّر السفير محمد خليفي عن تقديره للتجربة الإيطالية واستعداد الجزائر لاستقبال المبادرات الاستثمارية التي تدعم تنويع الاقتصاد الوطني.
أما رئيس الشركة، فأكد أن الزيارة تشكل خطوة أولى لتعزيز التعاون الاقتصادي وفتح آفاق جديدة لشراكات تقوم على الثقة والمشاريع الملموسة بين البلدين.
وجاءت هذه الزيارة في سياق المنتدى الاقتصادي الجزائري–الإيطالي الذي نُظم مؤخراً بمدينة تورينو، بمشاركة أكثر من 70 متعاملاً جزائرياً، من بينهم الصندوق الوطني للاستثمار والوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، حيث خُصصت جلسة كاملة لبحث آفاق الشراكة الصناعية والتكنولوجية خارج قطاع الطاقة، لا سيما في الصناعات الغذائية والميكانيك واللوجستيك.
وقدمت الوفود الجزائرية خلال المنتدى عروضاً حول المزايا والتحفيزات التي يتيحها الإطار القانوني الجديد للاستثمار، إضافة إلى الإصلاحات الرامية إلى تحسين مناخ الأعمال وجذب رؤوس الأموال الأجنبية.
كما عقد السفير الجزائري لقاءً مع رئيس اتحاد الصناعيين بتورينو لبحث آليات تعزيز التعاون وفتح قنوات دائمة للتواصل بين المتعاملين الاقتصاديين، بينما أكد الجانب الإيطالي أن توسيع الشراكات الصناعية مع الجزائر يمثل أولوية ضمن استراتيجيته للتعاون في منطقة المتوسط.



