الجزائر ثاني أكبر منتج عربي لهذه المادة الاستراتيجية

فلاحة

احتلت الجزائر موقعا متقدما ضمن كبار منتجي الشعير عربيا، وفق أحدث بيانات هيئة الخدمات الزراعية الخارجية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية، التي كشفت عن خريطة الإنتاج في الموسم الزراعي 2024/2025.

وبرزت الجزائر في المرتبة الثانية عربيا بإنتاج بلغ 1.2 مليون طن، ما يعكس استمرار حضورها الزراعي في هذا المحصول الاستراتيجي، رغم التحديات المناخية التي تشهدها المنطقة.

وتشير البيانات الأميركية إلى أن أداء الجزائر في إنتاج الشعير جعلها تحتل المرتبة 16 عالميا، إلى جانب سوريا التي سجلت الإنتاج نفسه.

ويعكس هذا المستوى من الإنتاج قدرة الزراعة الجزائرية على الحفاظ على توازنها في ظل الظروف المناخية المتقلبة، خاصة أن الشعير من المحاصيل التي تتأثر سريعاً بندرة الأمطار وتذبذب المواسم.

ويمنح هذا الترتيب للجزائر هامشاً إضافياً لدعم الأمن الغذائي وتحسين مردود الثروة الحيوانية التي تعتمد بشكل أساسي على الأعلاف.

وفي مقدمة الترتيب العربي، جاء العراق كأكبر منتج للشعير بحجم بلغ 1.4 مليون طن، وضعته في المرتبة 15 عالمياً. هذا الأداء القوي يعكس نجاحاً لافتاً للقطاع الزراعي العراقي في السنوات الأخيرة، خاصة مع عودة جزء من المساحات المروية وارتفاع مستوى الدعم الموجه للحبوب.

ويُعد الشعير من أبرز المحاصيل التي يعتمد عليها المربّون في العراق، ما يجعل هذه الزيادة ذات أثر مباشر على استقرار سوق الأعلاف.

كما سجلت سوريا أداءً مماثلاً للجزائر بإنتاج بلغ 1.2 مليون طن، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد منذ سنوات. ويعكس هذا الرقم قدرة قطاع الفلاحة السوري على الاستمرار في الإنتاج، خصوصاً في المناطق التي حافظت على طابعها الزراعي. أما المغرب، فقد جاء في المرتبة الرابعة عربياً بإنتاج 660 ألف طن، محتلاً المرتبة 22 عالمياً، وهو رقم يُفسَّر بانخفاض الأمطار وتأثر الموسم الفلاحي بالجفاف المتكرر.

وتتواصل القائمة العربية بإنتاج متوسط في دول شمال إفريقيا، حيث جاءت تونس بإنتاج بلغ 272 ألف طن (المرتبة 29 عالمياً)، تليها ليبيا بـ 100 ألف طن. وتعكس هذه الأرقام واقع المنطقة المغاربية، التي أصبحت تواجه تحديات حقيقية مرتبطة بندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة، ما دفع بعض الدول إلى تكييف برامجها الزراعية والاعتماد أكثر على الأصناف المقاومة للجفاف.

وفي المنطقة الشرقية، سجلت مصر إنتاجاً بلغ 90 ألف طن فقط، تبعتها كل من اليمن ولبنان بإنتاج قدره 30 ألف طن، بينما جاء الأردن في المرتبة العاشرة عربياً بإنتاج بلغ 25 ألف طن. وتُظهر هذه الأرقام تفاوتاً كبيراً بين الدول العربية في حجم الإنتاج، نتيجة تباين الموارد المائية والمساحات المزروعة والسياسات الزراعية المتبعة.

وتبرز هذه المعطيات مجتمعة صورة واضحة عن خريطة إنتاج الشعير عربياً خلال الموسم 2024/2025، حيث تتصدر دول شمال إفريقيا والعراق قائمة الإنتاج، فيما تعاني دول أخرى من محدودية المساحات الزراعية أو صعوبات مناخية واقتصادية. وتؤكد الأرقام أن الشعير يبقى محصولاً استراتيجياً في المنطقة، يرتبط بشكل مباشر بالأمن الغذائي وبقطاع تربية المواشي الذي يعتمد عليه ملايين المزارعين.