أُعطيت، الجمعة، إشارة الانطلاق الرسمية لورشة مشروع محطة تحلية مياه البحر بسيدي لعجال في ولاية مستغانم، في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون المتعلقة بالبرنامج التكميلي الثاني للتحلية، الهادف إلى تعزيز الأمن المائي ومواجهة آثار التغيرات المناخية. وجرت مراسم الإطلاق بحضور الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك نور الدين داودي، ووالي مستغانم أحمد بودوح، والرئيس المدير العام للشركة الجزائرية لتحلية مياه البحر لحسن بادة، إلى جانب الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية لإنجاز المشاريع الصناعية طارق نويزي، إضافة إلى ممثلي السلطات المحلية والأمنية.
ويُعد مشروع سيدي لعجال من أهم مشاريع التحلية الجديدة غرب البلاد، بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لولاية مستغانم وقدرتها على ربط عدة ولايات عانت خلال السنوات الأخيرة من تراجع تساقط الأمطار. وقد أُسند إنجاز المحطة إلى الشركة الجزائرية لإنجاز المشاريع الصناعية، التابعة لمجمع سوناطراك، التي سبق وأن أنجزت محطة الطارف، وذلك وفق صيغة التصميم الهندسي الأولي والتنفيذ الكامل للمشروع.
وسيمتد المشروع على مساحة 12 هكتارًا بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 300 ألف متر مكعب يوميًا عند اكتماله، اعتمادًا على تقنية التناضح العكسي المعتمدة عالميًا. كما يُرتقب التسليم الجزئي للمحطة بعد 22 شهرًا من بداية الأشغال بطاقة أولية تبلغ 150 ألف متر مكعب يوميًا.
وسيُسهم هذا المشروع في تعزيز السيادة المائية للجزائر من خلال ضمان تزويد نحو ثلاثة ملايين مواطن بالمياه الصالحة للشرب في ولايات مستغانم، غليزان، تيسمسيلت وتيارت، مع تخفيف الضغط عن السدود الجهوية والموارد الجوفية. كما سيوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة خلال مراحل الإنجاز والتشغيل، إضافة إلى نقل التكنولوجيا والخبرة نحو الإطارات الوطنية، ما يعزز البعد الاستراتيجي للمشاريع الكبرى الموجهة لمواجهة ندرة المياه في البلاد.



