تجسيد مشروع مشترك جزائري–تونسي ثوري في هذه الولاية

فلاحة

تشهد ولاية غرداية إطلاق واحد من أكثر المشاريع الزراعية ابتكارا في الجزائر: مشروع جزائري–تونسي لاستنبات الشعير باستخدام الزراعة المائية والطاقة الشمسية، وهو نموذج جديد يَعِد بإحداث تحول نوعي في إنتاج الأعلاف داخل المناطق الصحراوية.

هذا المشروع، الذي يجمع بين فعالية الأنظمة الكهروضوئية والتقنيات الحديثة في التحكم في المناخ الزراعي، يهدف إلى رفع الإنتاجية وتقليل تكاليف الأعلاف وتحسين مردودية النشاط الفلاحي، خصوصا لدى مربي الماشية.

ويعتمد النموذج على غرف مخصّصة للاستنبات مزوّدة بطاقة شمسية نظيفة لتأمين احتياجاتها الحرارية والضوئية دون اللجوء إلى مصادر طاقة تقليدية.

وأوضح الدكتور محمد الأمين بكوش، خلال عرضه لتجارب أولية، أن هذه التقنية توفر دورة إنتاج سريعة وجودة عالية للحبوب المستنبتة، مع استهلاك منخفض جداً للمياه مقارنة بالزراعة التقليدية، وهو ما يجعلها ملائمة تماماً للولايات الجنوبية.

ويحظى المشروع بدعم المصالح الفلاحية في غرداية التي ترى فيه فرصة لخلق ثروة نباتية ذات قيمة اقتصادية، خصوصاً مع توجه الدولة نحو تنمية زراعة الأعلاف محلياً وتقليل التبعية للأسواق الخارجية.

كما يعزز المشروع انسجام الجهود الوطنية في الانتقال الطاقوي مع احتياجات القطاع الفلاحي الذي بات يعتمد أكثر على الطاقة الشمسية في الضخ والري والتجفيف.

وجاء تقديم المشروع ضمن سلسلة عروض تقنية وعلمية تناولت دور الطاقات المتجددة في تطوير الفلاحة الصحراوية، مثل استخدام الطاقة الشمسية الحرارية في أنظمة الأكوابونيك، والضخ الكهروضوئي، والرقمنة كأداة لتعزيز الأمن الغذائي.

ويأمل الباحثون أن تشكل التجربة أرضية لإطلاق مبادرات أوسع تعتمد على الطاقة المتجددة في الزراعة المستدامة، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام الفلاحين ويحوّل المنطقة إلى منصة تجريبية للتقنيات الزراعية المستقبلية.