تتجه الشراكة الجزائرية–الألمانية نحو مرحلة جديدة مع إعلان شركة KSB الألمانية عن إطلاق أول مشروع استثماري لها في الجزائر، وذلك خلال مشاركتها في الدورة الأولى من “القمة الجزائرية–الألمانية للاستثمار (GAIS)”.
ويمثّل هذا المشروع خطوة لافتة في مسار تعزيز الحضور الصناعي الألماني داخل السوق الوطنية، لاسيما أن الشركة تُعدّ أحد أبرز المورّدين العالميين في مجال المضخات والصمامات، وقد اكتفت لسنوات طويلة بتسويق تجهيزاتها في الجزائر دون الانتقال إلى التصنيع المحلي.
ويقوم المشروع الجديد على إنتاج محلي لعدد من تجهيزات الشركة الموجهة لقطاعات متعددة، بينها الري والطاقة والصناعة والبتروكيمياء والبناء، وهي قطاعات تعتمد بدرجة كبيرة على منتجات عالية الجودة لضمان استمرارية التشغيل ورفع مردودية الاستثمارات.
ويهدف هذا التحول من مرحلة التوزيع إلى مرحلة التصنيع إلى تمكين السوق الجزائرية من الاستفادة من تقنيات KSB مباشرة داخل البلاد، مع تقليص آجال التوريد وخفض التكاليف اللوجستية على الشركات المستعملة.
ويمثل دخول KSB مجال التصنيع المحلي دعمًا إضافيًا للجهود الوطنية الرامية إلى تطوير الصناعة الوطنية وتنويعها، إذ يتماشى المشروع مع مساعي الدولة لتعزيز الإنتاج المحلي وتسهيل نقل التكنولوجيا عبر الشراكات الأجنبية.
كما يعكس المشروع ثقة الشركات الألمانية في مناخ الاستثمار الوطني، خاصة بعد سلسلة الإصلاحات المتعلقة بالاستثمار والتسهيلات الممنوحة للصناعات ذات القيمة المضافة.
وتشير الخلفية العامة للعلاقات الاقتصادية الجزائرية–الألمانية إلى أن ألمانيا تُعدّ أحد أهم الشركاء الأوروبيين في مجال التكنولوجيا الصناعية، ما يجعل هذا الاستثمار جزءًا من توجه أوسع لتعميق الشراكات في مجالات الطاقة والصناعة والبنى التقنية.
ومن المنتظر أن يفتح المشروع الباب أمام تعاون إضافي في مراحل لاحقة، سواء في توسيع خطوط الإنتاج أو إدراج تجهيزات جديدة تدعم المنظومة الصناعية الوطنية.
ويمثل مشروع KSB نموذجًا واضحًا للتوجه الجديد في علاقة الجزائر بشركائها الدوليين، حيث ينتقل التعاون من مرحلة المبادلات التجارية التقليدية إلى إقامة مشاريع إنتاج حقيقية داخل البلاد، بما يعزز القيمة المحلية ويخلق فرصًا إضافية لنقل الخبرة والتقنيات الحديثة.



