تتوسع الشراكة الجزائرية–الألمانية بخطوات محسوبة بعد إعلان شركة Reichhart Logistic عن مشروع استثماري جديد في الجزائر، يهدف إلى مباشرة نشاط المناولة في قطاع السيارات، مع تركيز خاص على إنتاج أنظمة العادم.
ويأتي هذا الإعلان خلال فعاليات الدورة الأولى من “القمة الجزائرية–الألمانية للاستثمار (GAIS)”، ليعزز الحضور الصناعي الألماني داخل واحد من أهم القطاعات التي تراهن عليها الجزائر في خطتها لتطوير الصناعة الميكانيكية ورفع الإدماج المحلي.
ويرتكز المشروع على تأسيس وحدة إنتاج متخصصة في تزويد السوق الجزائرية بأنظمة العادم الموجهة لمصنّعي السيارات، في وقت تشهد فيه الصناعة المحلية إعادة هيكلة شاملة لضبط سلسلة التوريد وتحقيق نسبة إدماج حقيقية.
وأوضح ممثل الشركة، محمد منير حرير، أن Reichhart تهدف إلى بناء قاعدة لوجستية وصناعية تدعم مختلف القطاعات، مع توفير حلول تصنيع متقدمة تعزز تنافسية الشركات العاملة في مجال تركيب السيارات.
ويمثل دخول Reichhart إلى السوق الجزائرية مؤشرًا إضافيًا على ثقة الشركات الألمانية في القدرة الصناعية للبلاد، خاصة في سياق الإصلاحات الجديدة المتعلقة بنشاط تركيب السيارات، والتي تشجع المناولة المحلية وتُلزم المستثمرين ببناء شبكة موردين داخلية.
ويعكس المشروع رغبة في إقامة سلسلة توريد أكثر نجاعة، مع التركيز على المكوّنات ذات القيمة الصناعية العالية، وهو ما يشكل مرحلة مهمة في مسار إنشاء منظومة متكاملة لصناعة السيارات بالجزائر.
وتأتي هذه الخطوة في سياق أوسع تتجه فيه الجزائر إلى تعزيز حضورها في صناعة السيارات عبر جذب موردين دوليين قادرين على توفير مكوّنات مطابقة للمعايير الأوروبية. وتعتمد الشركات الألمانية عادة على نماذج إنتاج دقيقة وعمليات تصنيع متطورة، ما يمنح المشروع بعدًا نوعيًا قد يساهم في رفع المعايير التقنية داخل السوق الوطنية.
ويمثل هذا الاستثمار إضافة ملموسة في مسار تنويع الشراكات الصناعية بين الجزائر وألمانيا، إذ يفتح الباب أمام تطوير خدمات لوجستية وصناعية متقدمة، ويعزز القدرات المحلية في مجال المناولة، مع إمكانية توسع الشركة مستقبلًا في مكونات أخرى تستجيب لتوجهات الصناعة الوطنية.



