الجزائر تُكمل بناء أطول جسر للسكة الحديدية في إفريقيا

الحدث

بلغ مشروع الجسر الكبير على وادي الداورة مرحلة حاسمة بعد الانتهاء من وضع آخر كمرة خرسانية، ليُعلن بذلك عن تشييد أطول جسر للسكة الحديدية في إفريقيا ضمن المشروع الاستراتيجي للخط المنجمي الغربي الرابط بين بشار وتندوف وغار جبيلات على مسافة 950 كيلومتراً.

وتؤكد الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية (ANESRIF) أنّ هذا الإنجاز يمثل خطوة هندسية فارقة ستُسرّع استكمال ما تبقى من الأشغال.

ويمتد الجسر العملاق على طول يفوق 4.1 كيلومترات، وهو ما يجعله منشأة استثنائية في مجال النقل الحديدي، ويعكس تقدم العمل في السكة المخصّصة لنقل خام الحديد من واحد من أكبر المناجم في العالم.

وتُعد هذه المنشأة من أكثر قطاعات المشروع تعقيداً، نظراً لعبورها وادياً واسعاً وحاجتها إلى بنية تتحمّل حركة القطارات الثقيلة التي ستنقل ملايين الأطنان سنوياً.

وتطلّب بناء الجسر كميات هائلة من الخرسانة المسلحة بلغت 154 ألف متر مكعب، إضافة إلى تشييد 117 منصة علوية مكوّنة من 1170 كمرة خرسانية مسبقة الإجهاد، ما يبرز حجم العمليات التقنية التي استوجبتها الأشغال.

كما يستند الجسر إلى 116 عمود ارتكاز و1432 دعامة أرضية (خوازيق) لضمان المتانة والاستقرار على المدى الطويل.

ويمثل هذا الإنجاز نقلة نوعية في تنفيذ الخط الحديدي المنجمي، إذ يُعد الجسر أحد أكبر التحديات الهندسية التي تطلبت وقتاً ودقة عالية في التنفيذ، لتأمين مرور السكة فوق وادي الداورة دون التأثير على الطبيعة الجغرافية للمكان.

ويرتبط المشروع بشكل وثيق بمخطط تطوير منجم غار جبيلات، حيث سيشكل الخط الحديدي شرياناً أساسياً لنقل كميات ضخمة من خام الحديد نحو وحدات التحويل في الجنوب الغربي، بما يعزز مشاريع الصناعة الوطنية ويقلّص فاتورة الاستيراد.

وتشير تقديرات الوكالة إلى أن وتيرة الأشغال المتبقية تسير بوتيرة تسمح باحترام الآجال المحددة، ما يدعم توجه الجزائر نحو إنشاء شبكة لوجستية قوية تخدم مشاريعها الصناعية الكبرى وتُساهم في إحداث تحول اقتصادي في هذه المناطق الإستراتيجية.