الجزائر والصين تضعان غار جبيلات على سكة التكنولوجيا

طاقة ومناجم

شكل منجم غار جبيلات محور محادثات جمعت الرئيس المدير العام لمجمع سونارم، السيد بلقاسم سلطاني، مع وفد رفيع من الشركة الصينية CPTDC التابعة للمؤسسة الوطنية الصينية للبترول CNPC، بقيادة السيد داني كونغ، رئيس الفرع الإفريقي ومدير مكتب الجزائر، وبحضور الرئيس المدير العام لفرع فيرال وعدد من الإطارات من الجانبين.

اللقاء لم يكن مجرد محطة بروتوكولية، بل محطة مفصلية في مسار التعاون الجزائري–الصيني، حيث تركز النقاش على سبل استغلال وتثمين الموارد المنجمية، خاصة تلك المتعلقة بمشروع الحديد العملاق في تندوف، وما يحمله من رهانات اقتصادية وتقنية واستراتيجية للبلاد.

وقد أولى الطرفان اهتماماً خاصاً بالتحدي التقني المتمثل في خفض نسبة الفوسفور المرتفعة في خام الحديد من النوع الأوليتي الذي يميز منجم غار جبيلات، باعتباره أحد الشروط الرئيسية لدخول الخام الجزائري الأسواق الدولية الكبرى، ولا سيما صناعة الحديد والصلب.

الوفد الصيني عرض خبراته العملية في هذا المجال، مستعرضاً تجارب الشركة الناجحة في بلدان عدة تمكنت من تحويل موارد أولية معقدة إلى منتجات قابلة للتسويق عالمياً بفضل تكنولوجيات المعالجة المتقدمة.

كما ناقش الاجتماع آفاق إدماج الحلول الرقمية الحديثة في تسيير واستغلال المناجم، من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة المراقبة الذكية وتحليل البيانات، بما يسهم في رفع الكفاءة التشغيلية، وتحسين الإنتاجية، وتقليص التكاليف، وضمان الاستغلال الأمثل للثروة المنجمية.

وقد عبّر الجانبان عن قناعتهما بأن التحول الرقمي بات ضرورة وليست خياراً في عالم الصناعة المنجمية، وأن الجزائر تمتلك اليوم من الكفاءات والرؤية ما يجعلها مؤهلة لقيادة هذا التحول في المنطقة.

وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على عقد جلسات تقنية تفصيلية عبر التحاضر المرئي بين خبراء المؤسستين، لمناقشة الجوانب العلمية والعملية المتعلقة بخفض نسبة الفوسفور، تمهيداً لتوقيع مذكرة تعاون رسمية خلال الأسابيع المقبلة بحضور الرئيس المدير العام للشركة الأم.

هذه الخطوة تعكس الإرادة المشتركة في تسريع وتيرة المباحثات وتحويلها إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.

ويُعد هذا اللقاء امتداداً للديناميكية الجديدة التي يقودها مجمع سونارم، الهادفة إلى بناء شراكات استراتيجية قائمة على التكنولوجيا والخبرة والابتكار، بما يعزز السيادة المعدنية للجزائر ويفتح آفاقاً أوسع نحو التموقع في الأسواق الإفريقية والدولية، مستنداً إلى مشاريع كبرى مثل غار جبيلات كرمز للتحول الصناعي المنجمي الذي تعيشه البلاد.