الجزائر وواشنطن… شراكة استراتيجية تتوسع نحو الاقتصاد

الحدث

استقبل وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، يوم الأحد 27 جويلية 2025، المستشار الرفيع لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية لإفريقيا، مسعد بولس، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر. وقد جرت بالمناسبة محادثات ثنائية بدأت بلقاء على انفراد بين الطرفين، تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، سمحت باستعراض مختلف جوانب العلاقات الجزائرية-الأمريكية وبحث آفاق تعزيزها في المستقبل.

وعلى الرغم من الطابع السياسي والدبلوماسي للزيارة، فإنها تحمل في طياتها أبعادا اقتصادية واضحة، بالنظر إلى المجالات التي تم التطرق إليها خلال المحادثات، والتي تشمل الطاقة والفلاحة والتعليم العالي والبحث العلمي، وهي قطاعات أساسية في مسار التحول الاقتصادي الذي تنتهجه الجزائر، وتسعى من خلاله إلى تنويع مصادر دخلها خارج قطاع المحروقات.

وتم خلال اللقاء التأكيد على أهمية الحوار الاستراتيجي القائم بين الجزائر والولايات المتحدة، والإشادة بالديناميكية الإيجابية التي تشهدها الشراكة الثنائية في مجالات ذات طابع اقتصادي حيوي. فالولايات المتحدة، باعتبارها قوة اقتصادية وتكنولوجية، يمكن أن تلعب دورا محوريا في دعم المسار التنموي للجزائر، سواء من خلال استقطاب الاستثمارات أو نقل التكنولوجيا أو دعم برامج الابتكار والبحث العلمي.

كما أن تنويه الجانبين بمستوى التنسيق القائم بينهما داخل مجلس الأمن، وتبادل الرؤى بشأن عدد من الأزمات الإفريقية، يعكس وعيا مشتركا بأن الاستقرار السياسي والأمني في القارة هو مدخل ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية. ويأتي ذلك في وقت تفتح فيه الجزائر بوابتها الإفريقية للاستثمارات الكبرى، وتراهن على تموقعها الجغرافي والطاقوي لجذب شركاء استراتيجيين.

زيارة مسعد بولس تؤكد، من زاوية اقتصادية، أن الجزائر باتت تحظى بثقة متجددة من قوى عالمية كبرى، في مقدمتها الولايات المتحدة، وهو ما يعزز مكانتها كشريك إقليمي صاعد في محيطه الإفريقي والمتوسطي، ويساهم في إرساء أسس تعاون اقتصادي متوازن ومتنوع، يخدم المصالح المشتركة ويستجيب لتحديات المرحلة المقبلة.