اعتبر رافع بن زيد، الأمين العام للجمعية الوطنية للسياحة والأسفار والصناعة التقليدية، في حوار مع الجريدة الإلكترونية “سهم ميديا”، أن السياحة تمثل موردًا اقتصاديًا واعدًا يمكنه أن يساهم في تنويع الاقتصاد الجزائري.
وأشار إلى أن الجزائر تزخر بإمكانات سياحية فريدة مثل السياحة الصحراوية والزرقاء والجبلية، فضلًا عن الحمامات المعدنية التي تجذب الزوار من داخل وخارج الوطن. ودعا بن زيد إلى ضرورة تعزيز المناخ المناسب لتطوير هذه الوجهات السياحية، مع التركيز على الأمن، وتحسين النقل، وتوسيع الاستثمار، بالإضافة إلى رقمنة القطاع والترويج الإعلامي لقدرات الجزائر السياحية، بما يجعلها وجهة إقليمية ودولية مميزة.
ما الدور الذي يمكن أن تلعبه السياحة في تنويع الاقتصاد الجزائري في ظل التوجهات العالمية نحو السياحة المستدامة؟
السياحة مورد اقتصادي واعد، خاصة أن الجزائر تمتلك مكونات سياحية متميزة لا تتوفر في معظم الدول، مثل السياحة الصحراوية، والسياحة الزرقاء، والسياحة الجبلية، والحمامات المعدنية. لتحقيق هذا التنوع، يجب على الدولة العمل على خلق مناخ يتناسب مع كل نوع من هذه الوجهات.
من الضروري أن تسلط وسائل الإعلام الضوء على هذه الوجهات من خلال مختلف القنوات المرئية والمقروءة والمسموعة لتسويق القدرات السياحية.
إضافة إلى ذلك، يجب توفير مناخ ملائم يشمل الأمن، الذي تنعم به الجزائر بفضل جهود المخلصين، والنقل بمختلف أنواعه، خصوصًا السكك الحديدية، التي تتيح فرصة استكشاف الصحراء سواء للأجانب أو للمواطنين. النقل عبر السكك الحديدية يفتح آفاقًا للاستثمار، بما في ذلك الاستثمار السياحي.
كيف تقيّمون وضعية الصناعات التقليدية في الجزائر اليوم، وما هي أهم المبادرات لدعم الحرفيين وتشجيع صادراتهم؟
الصناعة التقليدية تشكل جزءًا أساسيًا من المشهد السياحي، حيث تضفي جمالية وحركية للأماكن السياحية، وتجذب السياح بفضل الطابع التقليدي المتوارث جيلاً بعد جيل. هذه الصناعات، المصنوعة يدويًا، تسر السياح، خاصة الأجانب.
ينبغي على الدولة دعم الحرفيين للحفاظ على هذا التراث الحضاري والثقافي، من خلال تنظيم معارض تتيح لهم بيع منتجاتهم وتأمين رزقهم. كما يجب تعزيز الحرف الخدمية التي تشكل مصدر عيش للعديد من الحرفيين وتقدم خدمات قيمة.
ما أبرز التحديات التي يواجهها القطاع السياحي في الجزائر، وما هي الحلول المقترحة لتجاوزها؟
لجعل القطاع السياحي أكثر فاعلية من الناحية الاقتصادية، يجب إنشاء مكاتب صرف للحد من تهريب العملات الأجنبية إلى السوق السوداء، إضافة إلى تسهيل الاستثمار في القطاع السياحي.
في رأيكم، ما الذي ينقص الجزائر لتصبح وجهة سياحية إقليمية ودولية رائدة؟
لتصبح الجزائر رائدة سياحيًا، يتطلب الأمر توفير بنية تحتية لكل نوع من أنواع السياحة، وتنظيم هذه الأنواع وتهيئة المواقع حسب الوجهة.
على سبيل المثال، يجب تنظيم شعبة الصيد، سواء في الجبال أو السهوب أو الصحراء، حيث لكل سائح اهتماماته. كذلك، التداوي بالمياه المعدنية يجذب العديد من السياح، خاصة مع تزايد الطلب على العلاج الطبيعي.
كيف تنظرون إلى أهمية التحول الرقمي في تطوير القطاع السياحي، وما هي الاستراتيجيات التي يجب تبنيها؟
فيما يتعلق برقمنة القطاع السياحي، يجب التركيز على الترويج للأماكن السياحية بصور جميلة واحترافية لكل موقع. بعد ذلك، يمكن رقمنة هذه الوجهات بمحتوياتها لتوفير وضوح أكبر للسياح. كما يتطلب الأمر الإسراع في إعداد دليل سياحي لكل ولاية، وإشراك الفاعلين المحليين للترويج للسياحة حسب خصوصيات كل منطقة.
ما هي رؤية الجمعية الوطنية للسياحة والأسفار والصناعة التقليدية لجعل القطاع السياحي أكثر جاذبية للمستثمرين المحليين والأجانب؟
لجذب الاستثمار إلى القطاع السياحي، ينبغي مراجعة الرسوم والضرائب، وتسريع دراسة ملفات الاستثمار، وتجنب فرض الشروط التعجيزية التي تعيق دخول المستثمرين إلى القطاع.
بالنظر إلى الإمكانيات البيئية والتراثية التي تزخر بها الجزائر، كيف يمكن استغلال هذه الموارد بشكل أفضل لتحقيق التنمية المستدامة؟
تحقيق التنمية المستدامة يتطلب اتخاذ آليات متكاملة تشمل الجوانب البيئية، حيث تشكل البيئة عنصرًا مشتركًا في جميع الحالات. يمكن للسياحة والبيئة المساهمة في تعزيز النشاط التجاري والاستثماري، سواء للراحة أو العمل أو الاستثمار في مختلف المجالات.