كشف الرئيس التنفيذي لشركة “بلدنا” للصناعات الغذائية، موريس غطاس، أن المشروع الضخم الذي تُنجزه الشركة في الجزائر يُعدّ أكبر مزرعة متكاملة في العالم، ويهدف إلى إحداث نقلة نوعية في قطاع الصناعات الغذائية، لا سيما في شعبة الحليب. وأكد غطاس أن المشروع يهدف إلى خلق نحو 5 آلاف فرصة عمل مباشرة للمواطنين الجزائريين، في إطار رؤية استثمارية قائمة على نقل الخبرات وتعزيز الأمن الغذائي.
وأوضح غطاس أن “بلدنا” تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تغطية ما لا يقل عن نصف احتياجات السوق الجزائرية من الحليب، وهو ما سيخفف الضغط على فاتورة الاستيراد ويدعم السياسة الوطنية للإنتاج المحلي. ويُعد هذا المشروع امتدادًا لتجربة الشركة الناجحة في قطر، والتي باتت اليوم نموذجًا يُحتذى به في مجال الاكتفاء الذاتي والإنتاج الصناعي الزراعي المتكامل.
ومن حيث الطاقة الإنتاجية، أشار المسؤول التنفيذي إلى أن المشروع يطمح للوصول إلى إنتاج 194 ألف طن سنويًا من الحليب المجفف في أقصى طاقته، وهو رقم يُعتبر غير مسبوق في السوق المحلية. كما أكد أن هذا الحجم سيُحقق بعد استكمال كل مراحل المشروع التشغيلية واللوجستية، والتي تم التخطيط لها بدقة لتتماشى مع خصوصية السوق الجزائرية.
وسيمر مشروع “بلدنا” في الجزائر عبر ثلاث مراحل أساسية؛ تبدأ أولًا بإنشاء مزارع متخصصة لإنتاج الأعلاف، لتوفير الغذاء الحيوي للماشية محليًا. تليها المرحلة الثانية، التي تشمل استيراد الأبقار من الخارج وفق معايير عالية من الجودة، لضمان تحقيق أقصى مردودية. أما المرحلة الثالثة، فتتمثل في جمع الحليب الطازج ومعالجته في وحدات تجفيف متطورة، ما سيسمح بتخزينه وتوزيعه بسهولة وفقًا لمتطلبات السوق.
ويُنظر إلى المشروع على أنه رهان استراتيجي ضمن جهود الجزائر لتطوير الزراعة الصناعية، ورفع نسبة الإدماج المحلي في الصناعات الغذائية، فضلاً عن كونه فرصة حقيقية لبعث الاستثمار في المناطق الجنوبية، حيث تُقام أجزاء من المشروع، بما يعزز التنمية المحلية المستدامة ويوفر بنية تحتية اقتصادية واجتماعية جديدة.