يمثل برنامج “عدل 3” مرحلة جديدة في مسار مشاريع السكن العمومي في الجزائر، إذ تسعى السلطات إلى إدخال تحسينات نوعية على مستوى التصميم والهندسة المعمارية، بما يجعل هذه المشاريع أكثر انسجاما مع متطلبات الراحة والعيش الكريم.
وقد كشف وزير السكن، محمد طارق بلعريبي، مؤخرا، خلال افتتاح صالون “باتيماتيك 2025″، أن النمط العمراني المعتمد سيشهد تطورا ملحوظا مقارنة بالبرامج السابقة.
وأوضح الوزير أن سكنات “عدل 3” ستُزود لأول مرة بالتدفئة المركزية، في خطوة تهدف إلى تعزيز شروط الراحة للسكان وضمان السلامة، معتبرًا أن هذه الإضافة تأتي في إطار حرص الدولة على الارتقاء بجودة الخدمات السكنية والحفاظ على حياة المواطنين.
كما أكد أن هذه التحسينات، رغم أهميتها، لن تؤثر بشكل كبير على أسعار الوحدات السكنية، مما يضمن بقاءها في متناول المستفيدين.
من جهته، أوضح المدير العام للوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره “عدل” أن النمط العمراني الجديد في “عدل 3” سيكون مختلفا كليا عن البرامج السابقة، إذ تم وضع تصور معماري يأخذ في الحسبان خصوصيات كل منطقة من مناطق الوطن.
ويشمل ذلك مراعاة الطابع المحلي والاجتماعي والبيئي في التصميم، بما يحقق انسجاما أكبر بين البنية العمرانية والمحيط.
وأشار المدير العام إلى تقسيم النمط العمراني في “عدل 3” إلى ثلاثة أنماط رئيسية، مكيّفة حسب طبيعة الشمال والهضاب العليا والجنوب. وسيحمل كل نمط بصمة معمارية تتماشى مع الظروف المناخية والجغرافية لكل منطقة، إلى جانب مواد البناء والتشطيبات التي تلائم البيئة المحلية وتضمن استدامة أفضل للمباني.
هذه التوجهات تعكس رؤية عمرانية جديدة تراهن على الجمع بين الحداثة والهوية المحلية، مع توفير معايير جودة عالية في الإنجاز والخدمات. كما تهدف إلى تحسين تجربة السكن بالنسبة للمواطنين، بحيث يشعر المستفيد أن وحدته السكنية ليست مجرد بناء، بل فضاء متكامل يراعي احتياجاته اليومية.
ومع انطلاق تنفيذ برنامج “عدل 3” وفق هذه المعايير، تسعى الحكومة الى ترسيخ نموذج جديد في مشاريع السكن العمومي، يقوم على الابتكار في التصميم، وتحسين شروط الراحة، واحترام الخصوصيات المحلية، مما يعزز من قيمة هذه المشاريع كحلول لأزمة السكن.