تشهد أسواق الذهب العالمية، واحدة من أكبر الهزّات خلال السنوات الخمس الأخيرة، بعد تراجع حاد بلغ نحو 250 دولاراً في الأونصة الواحدة، عقب تصريح مفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أبدى تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
فبحسب بيانات موقع “غولد برايس”، انخفض سعر الأونصة إلى 4118 دولاراً بعد أن سجل مستوى قياسياً عند 4368 دولاراً يوم الاثنين، أي بخسارة تقارب 6% في يوم واحد، وهو أكبر هبوط يومي للمعدن النفيس منذ عام 2020.
وجاء هذا التراجع بعد تصريحات ترامب التي هدّأت من مخاوف الأسواق، إذ أكد أن واشنطن وبكين قادرتان على التوصل إلى “اتفاق تجاري عادل” خلال لقائهما المرتقب في كوريا الجنوبية، كما قلّل من احتمالات التصعيد بشأن قضية تايوان، وهو ما دفع العديد من المستثمرين إلى بيع كميات ضخمة من الذهب لجني الأرباح بعد الارتفاع التاريخي الأخير.
ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتجميد الأصول الروسية في البنوك الغربية، اتجهت الصين إلى التخلص من جزء من سنداتها الأمريكية لصالح شراء الذهب ونقله إلى بكين، ما أدى إلى موجة صعود غير مسبوقة في الأسعار، حيث قفزت من 1680 دولاراً للأونصة إلى أكثر من 4300 دولار مطلع الأسبوع الجاري.
ويرى محللون أن هذا التراجع الأخير لا يعكس انهياراً في السوق بقدر ما هو تصحيح مؤقت بعد موجة ارتفاع حادة غذّتها التوترات الجيوسياسية وحروب الرسوم الجمركية التي قادتها الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين. ومع استمرار حالة الترقب بشأن نتائج القمة الأمريكية الصينية المرتقبة، تبقى أسواق الذهب في حالة تأهب قصوى بين رهانات التهدئة وهاجس التصعيد التجاري القادم.



