جولدمان ساكس: أسعار النفط تتجه نحو مستويات قياسية

الحدث

تتجه أسعار النفط مجددًا نحو مستويات قياسية مماثلة لتلك المسجلة بعد الأزمة الأوكرانية عام 2022. ويؤيد هذا السيناريو المحفوف بالمخاطر العديد من المحللين، الذين يعتقدون أن إغلاق إيران لمضيق هرمز سيكون بمثابة “كابوس” لأسواق النفط. وحتى أمس، بلغ سعر البرميل 75 دولارًا، وهو نفس المستوى الذي كان عليه قبل الحرب التجارية التي أشعلتها الإدارة الأمريكية في أفريل الماضي.

ومنذ يوم الجمعة، تتفاعل أسواق النفط بسرعة مع التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، مسرح المواجهة بين إيران وإسرائيل. ويأخذ التجار الآن على محمل الجد خطر انقطاع طرق الإمداد، إذ يخشون إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره ما يقرب من 20% من إمدادات سوق النفط العالمية، أي ما يعادل 20 مليون برميل يوميًا.

وفقًا لبنك الاستثمار الأمريكي جي بي مورغان وبنك آي إن جي. ويتوقع متخصصوهما تذبذب سعر البرميل بين 120 و130 دولارًا. ويوضح محللو آي إن جي: “سيكون إغلاق هذا الطريق كابوسًا لسوق النفط. وأي انقطاع كبير في هذه التدفقات سيكون كافيًا لدفع الأسعار إلى 120 دولارًا للبرميل”.

يطرح بنك جي بي مورغان الاستثماري السيناريو نفسه، مشيرًا إلى “خطر ارتفاع جديد في الأسعار قد يصل إلى 120-130 دولارًا للبرميل في أسوأ السيناريوهات، وهو صراع عسكري وإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره خُمس نفط العالم”. في هذا السياق، لا تزال أسواق النفط تراقب عن كثب التطورات في الشرق الأوسط، وتستعد لتصعيد جديد من شأنه أن يدفع الأسعار إلى 90 دولارًا على المدى القصير، وفقًا لتقديرات جولدمان ساكس. ويوضح محللون في البنك الاستثماري الأمريكي: “قد يؤدي الصراع إلى خفض إنتاج النفط الإيراني بمقدار 1.75 مليون برميل يوميًا، مما يدفع خام برنت إلى ما يزيد عن 90 دولارًا”.

وأخيرًا، هزّ هذا التصعيد الجديد في المنطقة سوق النفط العالمية، التي تعاني بالفعل من ضعف توقعات النمو الاقتصادي العالمي. وسيكون للعقوبات المفروضة على إيران أو إغلاق أحد طرق الإمداد الرئيسية تأثير كبير على الطلب، وهو تأثير لا تستطيع أوبك+ ولا الولايات المتحدة، بما لديها من نفط صخري، تخفيفه. وبعبارة أخرى، فإن هذا الوضع الصراعي يثير شبح حالة عدم اليقين الدائمة التي لم تعد ملائمة للمنتجين أو المستهلكين.