رخروخ: تسليم الرصيف المنجمي بميناء عنابة في الآجال المتفق عليها

الحدث

أكد وزير الأشغال العمومية والبنية التحتية الأساسية لخضر رخروخ أمس الخميس أن مشروع رصيف المنجمي بميناء عنابة سيتم تسليمه في الآجال المتفق عليها.

وأكد الوزير خلال زيارة عمل وتفتيش إلى ولاية عنابة، أن هذا المشروع الاستراتيجي الذي يندرج في إطار البرنامج المندمج للفوسفات، والذي يعد أساسيا لتصدير منتجات الفوسفات والنيتروجين، “ينسجم بشكل مثالي” بين تقدم الأشغال والانطلاق الفعلي لمنجم فوسفات بلاد الحدبة في تبسة.

وقال الوزير خلال لقاء صحفي نظم على هامش زيارته إلى عنابة “إن رصيف المنجم بميناء عنابة الذي انطلقت الأشغال فيه مطلع الربع الثاني من سنة 2024، كان موضوع دراسات معمقة نظرا لحجمه وتكامله مع الاستثمارات المرتبطة بإنتاج وتصدير الفوسفات”.

وأكد أيضاً التزام الهيئة الإشرافية باحترام المواعيد النهائية وتسليم المشروع في الموعد المحدد للشركات التي ستستثمر في الرصيف. وأكد “نحن ملتزمون بتسليم هذا المشروع في الموعد المتفق عليه لقطاع التعدين، حتى تتمكن الشركات المعنية من إطلاق أنشطتها الاستثمارية على رصيف الميناء دون تأخير”.

يشكل رصيف عنابة المعدني عنصرا أساسيا في المشروع المتكامل لاستخراج ومعالجة وتصدير الفوسفات من المنطقة الشرقية، وخاصة منجم بلاد الحدبة (تبسة). ويغطي هذا المشروع الهيكلي مساحة 82 هكتارًا، ويتضمن رصيفًا بطول 1600 متر وغاطس 16 مترًا، قادرًا على استقبال السفن ذات القدرة الكبيرة. وسيضم الميناء أيضًا رصيفًا كاسرًا للأمواج بطول 1400 متر ومجموعة متنوعة من مرافق الموانئ الحديثة.

تم تكليف العمل على هذا المشروع من قبل الوكالة الوطنية لإنجاز البنية التحتية للموانئ (ANRIP)، بصفتها المالك المفوض للمشروع، إلى مجموعة من الشركات الجزائرية الصينية بما في ذلك: شركة China Harbour Engineering Company (CHEC)، و Cosider-TP والشركة الوطنية المتوسطية للأعمال البحرية (Meditram)، وهي شركة تابعة لمجموعة GTM التي تم إنشاؤها حديثًا.

بموازاة أشغال توسيع ميناء عنابة، يتقدم بناء خط السكة الحديدية المنجمية الشرقي الجديد بوتيرة متسارعة. وسيعبر هذا الخط عدة ولايات (تبسة، سوق أهراس، قالمة وسكيكدة) لنقل الفوسفات المعالج إلى عنابة، حيث سيتم تصديره أو استخدامه لإنتاج الأسمدة للسوق المحلية.

وفي معرض تطرقه لهذا الخط الحديدي، أكد الوزير تقدم إنجاز هذا المشروع الحيوي الذي يربط منجم الفوسفات جبل عنك (تبسة) برصيف المنجم بعنابة، على مسافة إجمالية قدرها 422 كيلومتر. وقال إنه “تم تسليم القسمين الأولين، اللذين يمثلان 177 كيلومترا، في حين أن الأقسام الأخرى قيد الإنشاء”.

وبخصوص أشغال الجزء الممتد على مسافة 45 كيلومترا بين بوشقوف وعنابة، والذي من المقرر أن يكتمل في الربع الأول من سنة 2026، أكد الوزير أن المشروع سينجز قبل الموعد المحدد. وأضاف “لقد رأينا أن العمل يتقدم بوتيرة ثابتة، وربما يتم تسليم هذا القسم قبل الموعد المحدد في البداية”.

وبذلك فإن تقدم أشغال البناء بوتيرة متسارعة يعكس رغبة السلطات في تنويع الصادرات الوطنية وتقليص الاعتماد على المحروقات، حيث يندرج هذا المشروع في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى ضمان الاكتفاء الذاتي من الأسمدة الفوسفاتية وتحفيز التنمية الصناعية والزراعية للبلاد.

ويحظى المشروع بمتابعة دقيقة من قبل رئاسة الجمهورية، نظرا لتأثيره الاستراتيجي على الاقتصاد الوطني. ومن خلال تكامل الموانئ والسكك الحديدية والصناعة، يجسد المشروع نموذجًا تنمويًا يعتمد على التآزر بين البنى التحتية وتنمية الموارد الطبيعية للبلاد.

علاوة على ذلك، ومع جدول زمني متحكم فيه وتسليمات في الوقت المحدد، فهو إشارة قوية على قدرة الجزائر على إدارة المشاريع واسعة النطاق في إطار من التخطيط الدقيق والتكامل القطاعي.