مؤسسات شبابية نموذجية لتكريس الهوية السيبرانية في الجزائر

مؤسسات

استعرض وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، السيد سيد علي زروقي، ووزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب، السيد مصطفى حيداوي، أوجه التعاون في مجال التحول الرقمي وتطوير المؤسسات الشبانية، وذلك خلال لقاء رسمي جرى يوم الأحد بمقر وزارة البريد.

اللقاء يندرج ضمن إطار دعم التكامل الحكومي وتوحيد الجهود بين القطاعات الحيوية من أجل مرافقة الشباب في العصر الرقمي، حيث ناقش الوزيران ملفات حيوية على رأسها ربط المؤسسات الشبانية بشبكة الإنترنت عالي التدفق على مستوى جميع ولايات الوطن، بما يسمح بتحسين الأداء الداخلي لتلك الهياكل ورفع مستوى الخدمات الموجهة للشباب.

كما تم التطرق إلى سبل دعم عصرنة هذه المؤسسات وتجهيزها بأحدث الوسائل التقنية، لضمان بيئة ملائمة لمرافقة البرامج التكوينية والأنشطة التربوية التي تستهدف شريحة الشباب، خاصة في المناطق النائية التي تحتاج إلى مواكبة رقمية أكثر فاعلية.

مؤسسات شبابية نموذجية… حاضنات للثقافة السيبرانية

وركز اللقاء الوزاري على مشروع استحداث “مؤسسات شبابية نموذجية” في عدد من ولايات الوطن، لتكون بمثابة منصات متقدمة لاحتضان برامج التكوين والتوعية الرقمية، واستقطاب الأطفال والشباب في ورشات عملية تنمي قدراتهم الرقمية وترفع من وعيهم التكنولوجي.

هذه المؤسسات ستكون نواة لنشر “ثقافة الهوية السيبرانية”، بما يعزز مناعة الشباب ضد مخاطر الفضاء الرقمي، ويدعم بناء وعي رقمي مسؤول لدى الناشئة. وتهدف هذه البرامج إلى تحويل الشباب من مستهلكين سلبيين للتكنولوجيا إلى فاعلين قادرين على استخدامها بذكاء وأمان.

كما تسعى المبادرة إلى ترسيخ مفهوم “الحس الرقمي”، من خلال توفير مضامين توعوية وتكوينية تلامس حياة الشباب اليومية، وتمكّنهم من استخدام الإنترنت والتكنولوجيا في مجالات الدراسة، الترفيه، والمشاركة المدنية، ما يخلق جيلاً رقمياً متوازناً ومتسلحاً بالمعرفة.

التحضير لصائفة رقمية وتشكيل فريق عمل مشترك

في سياق متصل، اتفق الطرفان على إدراج بعد رقمي واضح ضمن برنامج مراكز العطل والترفيه الموجهة للشباب لصيف 2025، وذلك من خلال تنظيم ورشات تفاعلية موجهة لتعليم الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا، مع التركيز على الألعاب الرقمية التربوية، والتوعية بمخاطر الإنترنت، ومهارات الأمن السيبراني الأساسية.

هذا التوجه يهدف إلى استغلال العطل الصيفية كمحطة لبناء قدرات الأطفال والشباب في بيئة مرحة وتعليمية، ما يضمن ترسيخ السلوك الرقمي السليم بشكل غير مباشر وبعيد عن التلقين التقليدي.

ولضمان التنفيذ الفعلي لهذه البرامج، تم الإعلان عن تشكيل فريق عمل مشترك من الوزارتين، يعنى بمتابعة مخرجات اللقاء وتنسيق الجهود ميدانياً، عبر وضع أطر تنظيمية فعّالة، تضمن استدامة التعاون وتحقيق الأهداف المسطرة وفق جدول زمني واضح.