تعمل الجزائر على إبراز رؤيتها الاجتماعية في المحافل الدولية، حيث نقل رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بالدوحة، مؤكدا حرص الجزائر على ترسيخ العدالة الاجتماعية وحماية الفئات الهشة وفق مبادئ دستورها والتزامات إعلان كوبنهاغن وأهداف التنمية المستدامة. كما عبّر عن تقدير الجزائر لتنظيم القمة، موجها تحيات الرئيس تبون لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وفي كلمته، شدد ممثل الرئيس على أن الجزائر جعلت من العدالة الاجتماعية محوراً لإصلاحاتها، من خلال مؤسسات تُعنى بالمجتمع المدني وحقوق الإنسان والشباب والجانب الاقتصادي والاجتماعي. وأشار إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة لتحسين القدرة الشرائية ومحاربة الفقر، على غرار رفع الأجر الوطني الأدنى، واستحداث منحة البطالة، وتوسيع المنح التضامنية، وإعفاء ذوي الدخل الضعيف من الضرائب، إلى جانب مجانية العلاج والنقل لفائدة كبار السن.
كما تطرقت الجزائر إلى إجراءاتها الواسعة في مجال الحماية الاجتماعية، حيث عمّمت التغطية الصحية لتشمل الطلبة والعاطلين عن العمل والمصابين بالأمراض المزمنة، مع ضمان مجانية العلاج في المستشفيات العمومية، وتكفّل الضمان الاجتماعي بالعلاج في القطاع الخاص عند الحاجة. وذكر ممثل الرئيس إطلاق خطة مناطق الظل سنة 2020 لفك العزلة وتوفير الخدمات الأساسية، فضلاً عن برامج السكن التي قضت على أكثر من 45 ألف سكن هش.
وفي سياق تمكين المرأة، أبرزت الجزائر إصلاحاتها التي كرّست المساواة في الأجور والفرص، وتمديد عطلة الأمومة إلى 150 يوماً، واستحداث صندوق النفقة للنساء المطلقات الحاضنات، وتمكين المرأة من الوصول إلى مواقع المسؤولية. كما أشار إلى توسيع برامج التعليم والدعم المدرسي، حيث استفاد هذا العام قرابة 12 مليون تلميذ من مجانية التعليم، النقل، الإطعام، والرعاية الصحية، إضافة إلى إنشاء الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة.
وفي مواجهة تحديات التشغيل، عرضت الجزائر جهودها لإصدار قانون استثمار جديد، وتشجيع المؤسسات الناشئة، ومواءمة التكوين مع سوق العمل، وتعزيز المقاولاتية. كما أكد ممثل الرئيس أن الأمن الغذائي يمثل أولوية وطنية، مع تشجيع الاستثمار الفلاحي وحماية الموارد الطبيعية. وفي ما يخص التحول الرقمي، ذكّر بأن الجزائر أعلنت سنة 2023 سنة وطنية للذكاء الاصطناعي، مجدّدة التزامها بالمبادئ الدولية للحَوْكَمة الرقمية وسيادة البيانات.
واختتم ممثل الرئيس مداخلته بتأكيد التزام الجزائر بقيم السلم واحترام القانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها، مشدداً على أن الجزائر ستواصل أداء دورها كشريك مسؤول وفعّال في تحقيق التنمية المستدامة عالمياً، وفق مبدأ السيادة الوطنية والتعاون القائم على الاحترام المتبادل.



