تستعد الجزائر لافتتاح مصنع “تافاديس” لتكرير السكر في المنطقة الصناعية بالأربعطاش، ولاية بومرداس. يُتوقع أن يسهم هذا المشروع في تلبية احتياجات السوق المحلية وتوفير فرص عمل جديدة، مما يدعم الاقتصاد الوطني.
ويأتي هذا الافتتاح في وقت تشهد فيه البلاد تحولات اقتصادية كبيرة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من القطاعات الحيوية.
قدرات إنتاجية وتقنيات متقدمة
يتميز مصنع “تافاديس” بطاقة إنتاجية تصل إلى 2,000 طن يوميًا، موزعة على 1,300 طن من السكر الأبيض، 200 طن من السكر البني، و450 طنًا من السكر السائل.
وتم تجهيز المصنع بأحدث التقنيات لضمان جودة عالية للمنتجات، مما يجعله قادرًا على منافسة المنتجات المستوردة. من المتوقع أن يبدأ التشغيل التجريبي بنهاية مارس المقبل، ليبدأ الإنتاج الرسمي بعد ذلك.
وقد تم تصميم المصنع وفقًا لمعايير بيئية صارمة، حيث يعتمد على تقنيات تقلل من الانبعاثات الكربونية وتضمن استدامة الإنتاج. هذا التوجه نحو التكنولوجيا الحديثة يضع مصنع “تافاديس” في مصاف المشاريع الصناعية الرائدة في المنطقة.
فرص عمل ومشاريع مستقبلية
سيوفر المصنع حوالي 1,200 فرصة عمل، منها 500 وظيفة مباشرة و700 غير مباشرة، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويسهم في تقليل معدلات البطالة في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يخطط مجمع “مدار” لتوسيع المشروع بإنشاء مصنع آخر في ولاية ورقلة لإنتاج السكر من الشمندر السكري، بهدف إنتاج مليون طن سنويًا خلال ثلاث سنوات.
هذا التوسع يعكس رؤية استراتيجية لتعزيز مكانة الجزائر في مجال إنتاج السكر، وتقليل الاعتماد على الاستيراد. كما أن المشروع يهدف إلى دعم المزارعين المحليين من خلال توفير فرص لزراعة الشمندر السكري، مما يعزز سلسلة القيمة الزراعية والصناعية في البلاد.
دعم حكومي وإشادة رسمية
وأشاد وزير الصناعة، سيفي غريب، بهذا المشروع واعتبره نموذجًا ناجحًا لإعادة تفعيل المشاريع المصادرة، مؤكدًا على دوره في تعزيز القدرات الإنتاجية الوطنية وتحقيق الأمن الغذائي. كما أكد التزام الحكومة بدعم مثل هذه المبادرات التي تسهم في التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل.
وأضاف الوزير أن هذا المشروع يأتي في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى تحويل الجزائر إلى مركز إقليمي للإنتاج الصناعي والزراعي. وقد تم توفير الدعم اللازم من قبل الحكومة لضمان نجاح المشروع، بما في ذلك التسهيلات الضريبية والتمويل الميسر.
ويُتوقع أن يسهم مصنع “تافاديس” في تقليل الاعتماد على استيراد السكر، وتعزيز الإنتاج المحلي، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال توفير فرص عمل جديدة وتطوير مشاريع مستقبلية طموحة.
هذا المشروع يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع السكر، ويعكس التزام الحكومة الجزائرية بتحقيق التنمية المستدامة.
