القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز ... الجزائر جاهزة

باحثة لسهم ميديا: الحرائق الأخيرة أثرت بشكل كبير على اقتصاد البلاد

Carrousel

تسببت الحرائق الأخيرة المندلعة في المساحات الغابية بالعديد من ولايات الوطن إلى خسائر معتبرة في الثروة الحيوانية والنباتية ، ما أثر بشكل كبير على نمو الاقتصاد الوطني في القطاع البيئي والفلاحي، وفق ما أكدته الدكتورة والباحثة في حركية والتنوع البيولوجي للأنظمة البيئية بسمة دشير في حوار لموقع “سهم ميديا”.

سهم ميديا: ماهي آثار حرائق الغابات على نمو الاقتصاد الوطني في القطاع البيئي والفلاحي؟

الباحثة دشير بسمة: تعتبر الحرائق من أشد العوامل خطورة من حيث الخسائر وهي الخسائر البيئية الناتج عنها إتلاف مساحات شاسعة من الغطاء الغابي، الاحتباس الحراري ، فقدان أنواع من الأشجار والنباتات والحيوانات، اختفاء أنواع النباتات النادرة، هجرة بعض الطيور والحيوانات وتدهور التربة وتآكلها.

إن الحرائق في الغابات أدت إلى خسائر على المستوى الاقتصادي كفقدان العديد من الأشجار لقيمتها بسبب أهمية الأخشاب المستعملة في صناعة العديد من المواد الخام كصناعة الأثاث والمنازل.

كما أن الحرائق نتج عنها عدم قدرة استخلاص الزيوت الأساسية من النباتات المستعملة في الصناعة الصيدلانية وتراجع ملحوظ للثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية ومخاوف من عام فلاحي جاف.

سهم ميديا : الجزائر تريد تثمين الغابات للولوج في عملية تصدير العديد من الثروات الغابية وتفعيل الإنتاج المحلي سواء في الفلاحة أو في الطب أي الصناعة الصيدلانية ، لكن بعد خسارة هذه المساحات الهائلة من الغابات ، ما هو مصير هذا البرنامج ، هل بامكان الجزائر تجسيده حاليا أم أنه مؤجل ؟

الباحثة دشير بسمة: على الرغم من وجود واستمرار المشاكل البيئية لا يمكننا تجاهل الجهود التي بذلت في السنوات الأخيرة لاسيما بعد الركود الطويل في الثقافة البيئية. لذا فإن الدولة الجزائرية كثفت من اجراءاتها في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة وأعطت أهمية أكبر للجوانب البيئية في خياراتها الاقتصادية، حيث اهتمت الجزائر بتنمية وتعزيز النظم الايكولوجية للغابات خاصة ضمن خطة تثمين الغابات للولوج في عملية التصدير التي تشمل العديد من الثروات الغابية وتفعيل الإنتاج المحلي سواء في الفلاحة أو في الطب أي الصناعة الصيدلانية لكن بعد خسارة هذه المساحات ، قد يجعل الدولة تؤجل هذا البرنامج إلى آجال أخرى بسبب الخسائر الهائلة والزيادة الواضحة جدا في ترددات الحرائق.

سهم ميديا: إذن هل من حلول مستعجلة لهذا البرنامج؟

الباحثة دشير بسمة: لابد من تنفيذ استراتيجية ملائمة بين التنمية والبيئة للبحث عن التوازن الصحيح بين الجانبين عن طريق تكثيف التدريب البشري والبحث المدعوم وتعزيز الوعي البيئي على جميع المستويات واتباع العديد من التدابير في مجال الوقاية.

سهم ميديا : ما الهدف من حرق الغابات عبر الوطن خصوصا بعد تبني الدولة لبرنامج تثمين الغابات على الصعيد النباتي والحيواني،كيف يمكن لنا أن نحافظ على هذه الثروة هل من إجراءات استعجالية خصوصا بعد اتلاف العديد من المساحات المثمرة وهلاك الحيوانات وخليات النحل؟

الباحثة دشير بسمة : تعد حماية الغابات والمحافظة على مواردها الطبيعية واجبا على الجميع ومن الضروري العناية بالنباتات والاشجار وتعويض ما يفقد منها.

لذلك يتوجب علينا اتخاذ الإجراءات الاستعجالية التالية كالتشجير لزيادة الغطاء النباتي مع مراعاة اختيار الأنواع المناسبة للعيش في تلك الغابات تبعا للظروف الجغرافية و
حماية المستنقعات المائية لأن الغابات بدورها تسهم في جمع المياه الكاملة داخل الجداول المائية و البحيرات والجداول فالماء يمر عبر الغابات أثناء انتقاله إلى الجداول والانهار بعيدا عن أشعة الشمس أو الجفاف. بالإضافة إلى الحفاظ على النظم البيئية و تجنب الرعي الجائر للماشية في الغابات. كما ندعو إلىإنشاء محميات توفر أماكن آمنة لأنواع عديدة للنباتات وحيوانات
القطع المنظم للاشجار ، ناهيك عنالحفاظ على التربة والغابات، المحافظة على المياه وتوفيرها ضف إلى ذلك إزالة أوراق الأشجار الجافة و ضبط التلوث الصناعي وإعادة تأهيل الغابات المحترقة مع إنشاء ممرات لتجنب انتشار النار.

سهم ميديا : تسببت الحرائق في حدوث خلل في نظامنا البيئي كيف كان أثره على الثروة الحيوانية والنباتية؟

الباحثة دشير بسمة : الحرائق أدت إلى حدوث خلل كبير في نظامنا البيئي بقضاءها على آلاف الهكتارات من الغطاء النباتي والغابي وما ينجر عنه من ضرر على التنوع البيولوجي للثروة الحيوانية والنباتية وكذا تعرض الأرض لعوامل التصحر والانجراف زيادة على ارتفاع مستويات الاحتباس الحراري دون أن ننسى التلوث الناتج عن الغازات المنبعثة.

إن الآثار الناجمة عن الحرائق لن تزول من الغابة الا بعد سنوات عديدة ولن تتمكن الحيوانات التي هربت من الحرائق من العودة مرة أخرى إلى بيئتها الأولى الا بعد سنوات مديدة ولاسيما ستكون هناك أمطار حامضية تؤثر على مختلف الكائنات الحية. كما أننا قد نجدصعوبة في استرجاع الوضع الطبيعي السابق مع تسجيل قلة في المحصول الزراعي وفساد التربة في منطقة الحريق إلى جانب اتلاف الأشجار والنباتات التي تساعد على إنتاج الأكسجين وارتفاع مستويات ثاني أكسيد كربون في الغلاف الجوي، مما يساهم في تغير المناخ بالإضافة إلى أن الرماد يدمر الكثير من العناصر الغذائية ويؤدي إلى تآكل التربة مما يتسبب في حدوث فيضانات وانهيارات أرضية.

سهم ميديا : ماهي أسباب اندلاع الحرائق؟

الباحثة دشير بسمة : هناك أسباب كثيرة ومتنوعة تقف وراء حرائق الغابات يمكن تجميعها تحت صنفين أساسيين هما أسباب طبيعية عادة ما تكون العواصف الرعدية الجافة والبرق في حالة عدم هطول الأمطار مسؤولة عن نسبة معينة من حرائق الغابات وتنسب أسباب الحرائق أيضا إلى طبيعة التربة المغطاة بالأخشاب الميتة والجفاف وارتفاع درجة الحرارة واستمرار الرياح القوية وأخيرا إلى وجود أرضية سفلية في حالة جفاف دائم وقابلة للاشتعال بشدة أو في الغالب نتيجة عن ظواهر نادرة مثل الزلزال والتي تحدث في مناطق جغرافية محددة للغاية في هذه الحالة لا يمكن فعل الكثير لمنع الحرائق بخلاف تكثيف عمليات مراقبة الغابات من خلال أبراج المراقبة للحد من عواقب هذه الحرائق.

و أخرى أسباب بشرية، حيث أن معظم أصول حرائق الغابات بشكل عام مرتبطة باستهتار وإهمال الانسان المتمثلة في الحرق المتعمد والاستخدام المتهور للحرائق الزراعية وخاصة حرق القش،حصاد العسل عن طريق التدخين، النار الرعوية، ترميد النبات، حرق النفايات، مدافن النفايات البرية، تفحيم، اعقاب السجائر وأعقاب الأشجار.

سهم ميديا : ماهو تعليقكم عن الحرائق الأخيرة التي نشبت في العديد من الغابات؟

الباحثة دشير بسمة : أشعر بالأسف الشديد حيال الوضع الراهن الذي تشهده البلاد لاسيما أن الحريق يمثل العامل الأكثر تدميرا في تدهور الغابات في الجزائر ، فإن زيادة وتيرة الحرائق في السنوات الأخيرة دون معرفة أسبابها ستكون لها عواقب وخيمة على النظام البيئي فإن العامل المناخي ليس العامل الوحيد الذي يعمل على الحرائق فهناك أيضا عامل مهم جدا ونشط للغاية وهو العامل البشري والذي يجب التحكم فيه.

سهم ميديا : ماهي الاجراءات التي لابد من وضعها لتفادي هكذا حرائق مستقبلا ؟

الباحثة دشير بسمة : لابد من نشر الاعلام وتوعية الفئات المختلفة التي يمكن أن تولد الحرائق مثل عمال الزراعة، السكان المحليين والسياح.

لابد من حماية المنشآت التي يحتمل ان تسبب الحرائق كخطوط الكهرباء، طرق المرور ورواسب القمامة و
إنشاء ممرات جبلية في المسالك الوعرة للسماح لرجال الاطفاء للحد من انتشار الحرائق والوصول إليها إلى جانب التعاون مع الهيئات الدولية لمكافحة الكوارث الطبيعية التي تمتلك تكنولوجيات متقدمة كامتلاكها لاقمار صناعية التي تقوم بالمسح الحراري لمناطق جغرافية واسعة ، حيث تقوم بالتنبؤ بهذه الأخيرة قبل انتشارها و دعم محافظة الغابات ووحدات الحماية المدنية بوسائل ومعدات حديثة ومتطورة لتمكن من التدخل السريع والفعال لمكافحة الحرائق.