توقع الخبير الاقتصادي عبد القادر بريش أن تكون المسائل الاستراتيجية كالأمن الطاقوي والغذائي والصحي والمائي أهم مخرجات القمة العربية في شقها الاقتصادي مستقبلا.
وقال بريش في تصريح خص به موقع “سهم ميديا”، أن من مخرجات انعقاد جامعة الدول العربية بالجزائر ستكون متوقعة للآفاق المستقبلية المتعلقة بالمسائل الاستراتيجية المرتبطة بالأمن الطاقوي والغذائي والمائي والصحي.
و أوضح الخبير الاقتصادي الجزائري أن هذه المسائل تحتم على الدول العربية أن تتعمق أكثر في التكامل الاقتصادي والتعاون التقني بينها، خاصة وأن الدروس المستخلصة من جائحة كورونا والتحولات الجيوسياسية التي يعرفها العالم جراء الأزمة الروسية الأوكرانية اضطرت القادة العرب الى أخذ هذه المسائل بكل جدية ورفع تحدي تعزيز التكامل الاقتصادي والمزيد من التقارب والاندماج والاقتصادي بين الدول العربية في ظل ما تزخر به الدول العربية من امكانات مجتمعة قادرة على جعل مستوى المعيشة لدى الشعوب العربية أفضل مما هي عليه الآن، و تحسين أيضا مستوى التنمية والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية افضل مما هو عليه الآن في الكثير من الدول العربية.
وفي هذا الشأن، تطرق ذات الخبير الى الامكانات والفرص التي توفر التكامل الاقتصادي العربي، والتي تتمثل في حجم السوق للدول العربية والتي تقدر بأكثر من 400 مليون نسمة، وتركيبة سكانية شابة بمعدل 50% من السكان شباب، ما يدل على وجود مورد بشري هام في الدول العربية يمكن أن يدفع بعجلة التنمية على المستوى العربي.
بالإضافة الى ذلك، تتوفر الدول العربية على الطاقة وخاصة البترول حيث أن 55% من الاحتياطي العالمي يوجد بالدول العربية وكذلك الغاز الطبيعي الذي يمثل 30% من احتياطي الغاز العالمي بالدول العربية بالإضافة الى الثروات الباطنية والمنجمية التي يمتاز بها العرب.
كما تتوفر لدى الدول العربية قدرات وامكانات زراعية هامة -يضيف الخبير- بحوالي 200 مليون هكتار من الاراضي، نسبة الاستغلال الفعلي 10%، وهي كلها امكانات وقدرات تبقى غير مفعلة وغير مستغلة حاليا في انتظار إيجاد آليات لتفعيلها.
وبخصوص حال التكامل الاقتصادي العربي في الوقت الراهن، وصفه بريش بدون المستوى المأمول في مجال الاستثمارات العربية البينية والمشاريع الاستثمارية المشتركة بين الدول العربية، في الوقت الذي توجد فيه أكبر أربع صناديق استثمارية (صناديق سيادية) بقدرة تمويلية تفوق2.5 مليار دولار.
واعتبر ذات المحلل أن واقع التكامل الاقتصادي بين الدول العربية دون المستوى ودون الطموحات نظرا الى الأرقام المحققة في مجال التجارة البينية التي تبقى جد ضعيفة ولا تتعدى 7% حسب التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2021.
وأردف عبد القادر بريش أنه بالرغم من التوصل الى اتفاق انشاء منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى منذ سنة 2005 سبقتها اتفاقيات عدة ومعاهدات عربية كانت تهدف كلها لتسهيل حركية التجارة والتبادل التجاري بين الدول العربية الا أن حجم المبادلات التجارية بين الدول العربية لايزال ضعيفا ويحتاج إلى إعادة النظر في نظم وآليات تؤطره أكثر لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي المنشود.
