قال الخبير الاقتصادي مهماه بوزيان في تصريح أدلى به مؤخرا لموقع “سهم ميديا” أن المراجعة الجذرية للعلاقات الديبلوماسية بين الجزائر والمغرب ستعيد وضع المغرب في الموقع الذي يستحقه، كونه لا يستحق كل تلك المعاملات التفضيلية الإقتصادية التي حظي بها، و لا كل الفضائل الإقتصادية التي يتمتع بها.
وأوضح مهماه في سياق تصريحه أن أرقام حجم التبادل التجاري بين الجزائر و المغرب، بلغت 567 مليون دولار في سنة 2020 أين مثّلت صادرات الجزائر نحو المغرب 3,23 مرات أعلى من نظيرتها المغربية نحو الجزائر، بينما كان حجم هذا التبادل التجاري 674 مليون دولار في سنة 2019 بمعنى أن صادرات الجزائر نحو المغرب أعلى من نظيرتها المغربية نحوها بـ 3,24 مرات، متراجعا عن قيمة 916 مليون دولار في سنة 2018، حيث كانت صادرات الجزائر نحو المغرب أعلى من نظيرتها المغربية بـ 4,26 مرات. مشيرا أن كل هذه التبادلات قائمة على الغاز الجزائري، فلو يتوقف ضخ الغاز الجزائري نحو المغرب ستصبح أرقام كامل حجم التبادل التجاري متضائلة جدا.
وأكد مهماه على ضرورة أن تتجه الجزائر إلى هندسة مغرب عربي جديد يتشكل من الجزائر و تونس و ليبيا و موريتانيا والجمهورية العربية الصحراوية، بالمقابل يجد المغرب نفسه معزولا، لأنه هو من عزل نفسه عن جيرانه وأشقائه، فليس من المعقول أن تبقى تدفقات الاستثمار المباشر لمجموع دول المغرب العربي الداخلة نحو المغرب تمثل (0,01%) من مجموع التدفقات إلى داخل المملكة المغربية، بينما تدفقات الاستثمار المباشر الخارجة من المغرب نحو مجموع دول المغرب العربي في مستوى (2,1%) أي أن المغرب يستأثر بمفرده بالإستثمار الخارجي في منطقة المغرب العربي بـ (210 ضعف) مقارنة مع إجمالي الاستثمارات المتدفقة نحوه من مجموع الدول المشاركة له في فضاء المغرب العربي على حد قوله.
وأردف المتحدث نفسه في هذا الصدد أنه من غير المقبول أن تبقى مساهمة المغرب في التجارة البينية داخل منطقة المغرب العربي الأضعف من مجموع الصادرات الخارجية خارج المنطقة، فهي تمثل ربع التجارة البينية لتونس، وتمثل ما يقرب النصف بالنسبة للتجارة البينية للجزائر مع (تونس، ليبيا، موريتانيا، والمغرب)، والتجارة البينية للمغرب هي متوسط قيمة التجارة البينية لكامل منطقة المغرب العربي، بل هي تمثل نصف هذا المتوسط.
وفي سياق ذي صلة ، أضاف مهماه أن نظام المخزن المغربي يعيش عزلة اقتصادية في المنطقة وأنها ستزداد عزلته أكثر بعد الآن.
