قال الخبير في الطاقة والنفط مهماه بوزيان في تصريح خص به مؤخرا موقع “سهم ميديا” أن حكومات الوزير الأول عبد العزيز جراد الثلاثة لم تخرج عن النمط التقليدي للعمل الحكومي، معربا عن أمله أن يتغير هذا النمط بشكل جوهري.
واعتبر مهماه ل”سهم ميديا” عجز الحكومة يكمن في جوانب مفصلية، بما أثر في الآداء في بعض القطاعات، متسائلا عن تأخر وزارة الصناعة في ملف “دفتر شروط تصنيع واستيراد السيارات” لتكون النتيجة الآن وصول أسعار السيارات الجديدة إلى مستويات جنونية.
كما تطرق الخبير في مسألة وقوع حكومات جراد ما أسماها بحمى التصدير، و غرقها في منطق المهم رفع حصة الصادرات خارج المحروقات فبعدما عمدت بتصدير حديد البناء و الذي وصل حتى سوق الولايات المتحدة الأميركية، تسبب في خلق الندرة و جعل أسعاره في السوق الوطنية تصل إلى مستويات غير معقولة، حيث تجاوز سعر القنطار الواحد منها، في سوق المضاربة الداخلية، بكثير عتبة الـ (10 آلاف دج).
وتابع مهماه في ذات السياق أن هذا يعد نموذجا للصورة المفككة التي أظهرتها الحكومة لمشهد صناعي واقتصادي عناصره الأساسية غير منسجمة ولا متوازنة، مبعثرة بين طموح المنجم العملاق لـ”غار جبيلات”، و وضعية مركب الحجار الرمز الذي يقبع على شفى جرف الإفلاس، وعطالة سلسلة الإمداد لمناجم الونزة، و كلفة التزود بفحم الكوك، و مسعى التوجه إلى السوق الدولية لتصدير أسياخ الحديد المنتجة محليا في ظل ندرة وغلاء فاحش لها في الأسواق .
وفي هذا الشأن، أوضح الخبير في الطاقة والمناجم أنه من المفترض أن استحداث وزارة وإنشاء قطاع وزاري جديد لابد أن يكون مصحوبا منذ لحظة الإنشاء بمنظور تأسيسي إطاري، يكون المرجع الذي يُعتد به عند مباشرة إعداد الهيكل التنظيمي لهذه الوزارة الناشئة، بدلاً من مطالبة الوزير المعيِّن حديثا على رأس قطاع وزاري ناشئ من الإجتهاد في صياغة «عرض الأسباب» المعتاد .
