المساعدات الأمريكية لمصر والأردن…دعم أم وسيلة ضغط سياسي؟

تقرير

تواصل الولايات المتحدة تقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية لعدد من الدول الحليفة، وفي مقدمتها مصر والأردن، عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID).

وخلال عام 2023، بلغت قيمة هذه المساعدات 3.2 مليار دولار، توزعت بين البلدين بنسب متفاوتة، ما يعكس طبيعة العلاقات الثنائية والتوجهات الاستراتيجية الأميركية في المنطقة.

وحصلت الأردن على 1.72 مليار دولار من المساعدات الأمريكية، متفوقًا على مصر التي تلقت 1.45 مليار دولار، إذ يمثل هذا التمويل جزءًا من الشراكة المستمرة بين واشنطن وكلا البلدين، حيث تسهم المساعدات في دعم قطاعات اقتصادية وتنموية وأمنية، بما في ذلك البنية التحتية، الصحة، والتعليم.

وتأتي هذه المساعدات ضمن اتفاقيات طويلة الأمد تعكس الدور المحوري للأردن ومصر في تحقيق الاستقرار الإقليمي. يُنظر إلى الأردن باعتباره حليفًا استراتيجيًا في منطقة الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية واللاجئين، بينما تستفيد مصر من دعم أميركي متواصل لتعزيز استقرارها الاقتصادي والعسكري، خاصة مع دورها الجيوسياسي في المنطقة.

أهداف ودوافع المساعدات الأمريكية

تُستخدم هذه المساعدات كأداة رئيسية للنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، حيث تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية، وضمان تعاون الدول المتلقية في القضايا الإقليمية والدولية. وتُركز المساعدات المقدمة للأردن على دعم الاقتصاد الوطني، تحسين البنية التحتية، وتعزيز القدرات الدفاعية.

في المقابل، تركز المساعدات لمصر على دعم الجيش المصري، إلى جانب تمويل مشاريع تنموية في مجالات التعليم والصحة والطاقة. كما تأتي هذه المساعدات في إطار اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية، والتي تُعد حجر الأساس للعلاقات المصرية-الأميركية.

المساعدات الأميركية والضغوط السياسية

لطالما ارتبطت المساعدات الأميركية لمصر والأردن بضغوط سياسية ومحاولات توجيه سياسات الدول المتلقية. مؤخرًا، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن “إمكانية قطع المساعدات عن مصر والأردن إذا لم يوافقا على استقبال الفلسطينيين” ضمن مقترحات تتعلق بمستقبل قطاع غزة.

أثار هذا التصريح رفضًا قاطعًا من البلدين، حيث شددت القاهرة وعمّان على موقفهما الرافض لتصفية القضية الفلسطينية عبر إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم.

ويعكس هذا التهديد الأميركي حجم الارتباط بين الدعم المالي والضغوط السياسية، حيث تُستخدم المساعدات أحيانًا كورقة ضغط لتحقيق أهداف استراتيجية.

المساعدات الأميركية لمصر والأردن.. هل ستستمر؟

وعلى الرغم من التوترات السياسية، من غير المرجح أن تتوقف المساعدات الأميركية لمصر والأردن بشكل كامل، نظرًا للعلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين بواشنطن. إلا أن حجم المساعدات واتجاهاتها قد يتغير وفقًا للسياسات الأميركية القادمة، والتطورات الجيوسياسية في المنطقة.

ويُشير الخبراء إلى أن استمرار هذه المساعدات يعتمد على عدة عوامل، من بينها الالتزامات الثنائية، الاستقرار الإقليمي، والمواقف السياسية لكلا البلدين تجاه القضايا التي تهم واشنطن. ومع ذلك، يبقى التساؤل الأهم: هل ستظل هذه المساعدات أداة دعم، أم ستتحول إلى ورقة ضغط في المعادلة السياسية؟